مع الشروق .. الشعّال ...شعلة لن تنطفئ

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. الشعّال ...شعلة لن تنطفئ, اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 11:17 مساءً

مع الشروق .. الشعّال ...شعلة لن تنطفئ

نشر في الشروق يوم 02 - 11 - 2024

2332157
هنشير الشعال بولاية صفاقس هو مفخرة بكل ما في الكلمة من معنى وهو نموذج لما يمكن أن تكون عليه المؤسسات العمومية التونسية لو كانت هناك حوكمة ومراقبة وحسن تصرف في الموارد التي توفرها الدولة.
صحيح أن هذا المشروع التنموي الضخم، والذي يعدّ نحو ربع أشجار الزيتون في تونس، لم يعد في أحسن حالاته، ولكن زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة إليه وفتح ملفات الفساد التي طالته ستجعله شعلة لن تنطفئ. لأن هذا المشروع لن يكون ملكا عموميا سائبا في المستقبل، ولن يكون باستطاعة من جعلوه بقرة حلوبا في السنوات الماضية أن يستمروا في حلب موارده الكثيرة دون حسيب أو رقيب. الخسائر في هذا المشروع كبرى بل فادحة خاصة في أصول الزيتون التي يبست وهي واقفة، وفي المردود المتراجع نتيجة عدّة عوامل منها الجفاف الذي طال المنطقة في السنوات الماضية.
رئيس الدولة في زيارته للمشروع الأكبر والأضخم في تونس، يريد ان يعيد إليه الروح ليكون قاطرة عمومية في الاستثمار الفلاحي، لا على مستوى الإنتاج فقط بل على مستوى التحويل و التصنيع ذلك أن الأفكار كثيرة والتكنولوجيا المتوفرة اليوم ستساعد على جعله يزهر ويثمر من جديد فيشغّل ويربح و يتوسع ولم لا يكون في المستقبل شركة استثمارية عملاقة ورائدة عربيا ودوليا.
رئيس الدولة قام بالخطوة الأولى وهي نفض الغبار عن مشروع وطني، لابدّ أن يكون منتجا ومستفيدا من التغيير الحاصل في كل مفاصل الدولة. والخطوة الثانية هي محاسبة كل من تسبب في محاولة قتل هذا المشروع الضخم، والخطوة الثالثة هي العلاج بالكي، فهو أحسن علاج ولا بد من تغيير المسؤولين وإن لزم الأمر أن يعهد لمؤسسة الجيش الوطنية للإشراف عليه وجعله مشروعا نموذجيا وسدّ ابواب التفريط في الممتلكات العمومية التي ظلت طوال السنوات الماضية محل أطماع المافيات التي تغوّلت من خيرات الدولة المجانية.
لكن كم من مؤسسة عمومية أخرى تنتظر لحظة نفض الغبار عليها ، وهي آتية لا محالة. فقط الملفات كثيرة وثقيلة في كل القطاعات، ولكن إذا كان زيت الزيتون وحده قد جلب لميزانية الدولة نحو 5 مليار دينار أ وَ ليس من الأولى أن تفتح ملفات المستغلات الفلاحية العمومية لتتحول إلى مشاريع عمومية مثمرة ومربحة في نفس الوقت؟ لن يتطلب الأمر سوى وقفة حازمة من أولئك الذين ينتظرون في مكاتب زيارة فجئية من رئيس الدولة حتى يتحركوا ويعيدوا إلى أريافنا دورها التنموي الذي لعبته طوال عمر هذه الدولة. هناك في تلك الأرياف القصيّة وبعيدا عن تفاهات المدن وعلبها الليلية أناس مجاهدون صابرون يبنون بسواعدهم السمر وطنا ويحافظون على الحدّ الأدنى من سيادته. وأولئك هم القادرون على التشييد والبناء.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق