نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. يوم الحسم لأمريكا والعالم, اليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 11:47 مساءً
نشر في الشروق يوم 04 - 11 - 2024
ستكون أمريكا والعالم اليوم على موعد مع الحدث السياسي الأبرز وهو الانتخابات الرئاسية، التي ستحدّد مصير الولايات المتّحدة الامريكية أوّلا ومصير القضايا الدولية العالقة حاليا.
داخليا، يأتي انتخاب الرئيس ال47 لأمريكا هذه المرة، وسط سجال وانقسام داخلي حاد بين الديمقراطيين الذين يريدون الفوز بولاية رئاسية ثانية، والجمهوريون الذين يريدون العودة الى سدّة الحكم مهما كلّف الثمن.
وبذكريات اقتحام أنصار دونالد ترامب مبنى الكابيتول سنة 2020، يتخوّف الأمريكيين من فوضى جديدة قد تحدث، إذا خسر ترامب مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية خاصة في ظلّ تشكيكه الدائم في تزوير الانتخابات.
الغريب أيضا هو أن هناك نفس التخوّف من فوز ترامب، الذي ينتظر أن يثير قضايا داخلية تكون مدعاة للانقسام أكثر، وأن ينفّر حلفاء واشنطن خاصة الاوروبيين الذين عانوا الويلات في فترة حكمه السابقة.
في المقابل، هذا الأمر ينفيه ترامب، ويقول إنه في حال فوزه فإن "الولايات المتحدة تقف على أعتاب الأعوام الأربعة الأعظم في تاريخ أمريكا"، حيث لطالما وعد بسياسة "أمريكا أولا" و بإخماد كل الازمات المشتعلة.
أما خارجيا، وهو ما يبدو أهم هذه المرة في هذه الانتخابات، فإن الجميع تقريبا يصوّب أنظاره نحو سيّد البيت الابيض الجديد، نظرا لكون فوز أحدهما على الآخر (ترامب وهاريس) سيكون محدّدا كبيرا لمستقبل القضايا والصراعات الدولية الحالية وحتى المستقبلية.
ولعلّ على رأس هذه القضايا أو الازمات، الحرب الدموية التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزّة منذ أكثر من سنة، وعلى لبنان منذ أكثر من شهر، والتي تعدّ من أبشع الحروب في العصر الحديث.
فالتكلفة العالية والباهظة جدا بشريا في غزّة وفي لبنان أيضا، جعلتها تكون حرب إبادة بلا هوادة، بل وبتخاذل دولي ودعم مباشر وغير مباشر للاحتلال الاسرائيلي المنتشي بالقتل والتدمير والتجويع والتهجير.
وفي حرب الإبادة هذه، يرى الكثيرون أنّ فوز المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس سيكون أفضل قليلا من فوز ترامب الذي يدعم بشكل لا محدود السياسات الصهيونية، رغم حديثه عن ضرورة إنهاء الحرب.
يظهر ذلك من خلال تفضيل رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو لعودة ترامب الى الحكم، من أجل منحه فرمانا غير محدود لفعل المزيد والمزيد وتقطيع أوصال المنطقة وتوسّع الكيان الصهيوني.
الحرب الروسية الأوكرانية والصراع الغربي مع روسيا عموما، سيكون هو الآخر على رأس الانتظارات من ساكن البيت الأبيض الجديد، فبينما يتماهى ترامب مع طلبات موسكو في اوكرانيا وفي الصراع مع الغرب، تقف هاريس على النقيض منه في ضرورة مواصلة دعم اوكرانيا وتشديد الخناق على موسكو.
ولعلّ أكثر من يخشى سيناريو فوز ترامب هم الاوكرانيون والاوربيون، فأوكرانيا دون الدعم الغربي السّخي، ستنهار بلمح البصر، والاوروبيون ستذهب تضحياتهم المقدرة بمليارات الدولارات أدراج الرياح.
الصّين هي الأخرى من المشرئبة أعناقهم نحوم صراع البيت الأبيض، فترامب يهدّدها بصراع اقتصادي محموم من خلال العقوبات والديمقراطيون استفزّوها كثيرا خاصة في ما يتعلّق بجزيرة تايوان.
هي إذن انتخابات أمريكية بطعم عالمي، قد يكون العالم من خلالها أمام مصيرين مختلفين وفقا للمرشّح الذي سيفوز، رغم أن الغطرسة والسيطرة الأمريكية ستظلّ على حالها في كل الأحوال مهما كان اسم ولون وانتماء سيّد البيت الأبيض.
بدرالدّين السّيّاري
.