نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. إلى أين نحن ذاهبون؟, اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 10:58 مساءً
نشر في الشروق يوم 06 - 11 - 2024
بإلقائه خطاب النصر أمس أمام حشد من مناصريه، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في انتظار إعلان النتائج النهائية والرسمية عهدا جديدا مع الرئيس السابع والأربعين لها دونالد ترامب الذي يعود مرة أخرى إلى البيت الأبيض تحت شعار "أمريكا أولا" الذي رفعه في عهدته السابقة قبل فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الذي جرّت نائبته كامالا هاريس إرثه الثقيل داخليا وخارجيا كأحد أبرز الأسباب التي ساهمت في هزيمتها.
وما يهمنا قطعا كعرب من كل هذه الانتخابات التي تجري في بلد بعيد عنا بآلاف الكيلومترات هو استتباعات هذا الحدث على مستقبل منطقتنا التي أتاها ترامب في عهدته السابقة باتفاقية ابراهام التي قادت عددا من الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني دون أن تحقق القضية الفلسطينية ولو فائدة واحدة ولم تعد حقوق الشعب الفلسطيني بل إن الدول المطبعة ذاتها لم تحقق أي منفعة من هذه السياسة.
وبالعودة إلى ماضي ترامب في عهدته السابقة، لا يخفى على أحد ما عُرف به خلال ولايته الأولى بميوله القوية الداعمة للكيان الصهيوني، بدءًا من الاعتراف بالقدس كعاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، وصولاً إلى تأييده ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومن المتوقّع أن يستمر ترامب في دعم الكيان بكل قوته، مع احتمالية اتخاذه خطوات جديدة لتعزيز تحالفه مع الحكومة الإسرائيلية، رغم تصريحاته التي دعا فيها سابقا رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو إلى إنهاء الحرب التي تبقى موجهة للتسويق الإعلامي ولا يمكن أن تشي بتحول في السياسات الأمريكية المناصرة للصهاينة.
وقد تكون المنطقة مقبلة في ولاية ترامب الثانية على موجة جديدة من التطبيع كما ترجح ذلك عديد القراءات، إذ كان هذا المسار أحد أهم معالم سياسته السابقة في الشرق الأوسط من خلال السعي لتطبيع العلاقات بين الكيان المحتل ودول عربية تحت مظلة "اتفاقات إبراهام"، ومع عودته مرة أخرى إلى البيت الأبيض، قد يسعى لتعزيز هذه الاتفاقيات وربما توسيعها لجرّ دول عربية أخرى لم تنخرط في السابق.
أما على الساحة الإيرانية، فمن المتوقع أن يعود ترامب إلى نهج الضغط الأقصى على إيران، والذي تجلى سابقا في فرض عقوبات اقتصادية صارمة والخروج من الاتفاق النووي في 2018، وقد أعرب ترامب سابقًا عن رفضه لأي مفاوضات غير صارمة مع طهران، مما يعني احتمالية تزايد الضغوط على إيران مجددًا، وربما يشمل هذا السيناريو دعمًا أكبر للكيان الغاصب في مواجهاته العسكرية أو الاستخباراتية ضد إيران، خاصّةً في ظل الأوضاع المتوترة حاليًا في الشرق الأوسط، وهو ما يرشّح لفترة مقبلة من التصعيد في المنطقة.
ولا يخفي ترامب عموما ميله إلى تبني سياسات أحادية الجانب، والتي قد تؤدي إلى تصعيد النزاعات الإقليمية، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث تزداد المخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية تشمل عدة دول، ولكن في الوقت نفسه، يرجّح بعض الملاحظين أن يعمد إلى تقليص التزامات بلاده الدولية التي يرى أنها عبء على الاقتصاد الأمريكي، مما يعني احتمال تراجع دور الولايات المتحدة في الوساطات الدولية والتخفيف من الضغط على حلفائها لضمان الاستقرار في المناطق المتوترة.
ويمكن القول أن فوز ترامب سيضع الشرق الأوسط أمام تحديات جديدة، فالنهج الذي تبناه سابقاً، والقائم على اتخاذ مواقف صارمة وداعمة لإسرائيل ومناهضة لإيران، ينبئ بإمكانية تصعيد النزاعات الإقليمية ويضع تحديات جديدة أمام الأمن العالمي ذاته، ومع عودته، يتوقع أن يُحيي تحالفات ويُرسّخ سياسات تدعم أطرافا على حساب أخرى.
هاشم بوعزيز
.
0 تعليق