نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 12:25 صباحاً
نشر بوساطة أ ف أ في الرياض يوم 08 - 11 - 2024
مع تواصل التصعيد في الشرق الأوسط ولا سيما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، تقف الأسرة الدولية عاجزة فيما تغرق المنطقة في حرب لم تنجح مساعيها الدبلوماسية المكثفة في منع وقوعها.
وعكست الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بمشاركة قادة دول العالم، الهوة العميقة ما بين الدعوات المتزايدة إلى الهدوء وتكثيف الضربات الإسرائيلية على لبنان، يقابلها قصف صاروخي من لبنان على الدولة العبرية.
ومع مقتل حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة استهدفته في قلب معقل الحزب في الضاحية الجنوبية، بات الوضع داهماً أكثر.
وأوضحت برونوين مادوكس مديرة مركز تشاتام هاوس البريطاني للدراسات لقسم الفيديو في وكالة فرانس برس "يحاول الغرب إقناع إسرائيل باتخاذ بعض القرارات التي تخفض حدة التوتر، لكن هذا ليس ما شهدناه في الأيام الأخيرة".
وقبل تنفيذ الضربة، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل وحزب الله على "وقف إطلاق النار" بأسرع ما يمكن، في وقت يواصل الحزب قصف شمال إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي شكل شرارة الحرب في قطاع غزة، تحت شعار "إسناد" الفلسطينيين، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال بلينكن: "قد يبدو من الصعب تبيان طريق الدبلوماسية في الوقت الحاضر، لكنها موجودة وهي برأينا ضرورية. سنواصل العمل عليها بكثافة".
لكن الواقع أن واشنطن لم تتخذ أي تدابير عملية ملموسة منذ اندلاع الحرب في غزة، لإرغام إسرائيل على تبديل سياستها.
ورأت برونوين مادوكس أن الولايات المتحدة "بإمكانها ممارسة المزيد من الضغط ... بالامتناع عن تسليم المزيد من الأسلحة".
لكن إسرائيل أعلنت مؤخراً أنها حصلت على رزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 8,7 مليارات دولار.
وقالت الخبيرة: إن "الضغط شديد بالأساس على الصعيد الدبلوماسي، ولم نعد في الثمانينات أو التسعينات حين كان يكفي للإدارة الأميركية أن تجري اتصالاً هاتفياً للحصول على أمر ما".
إسرائيل عادت
فبعد حوالي عام على هجوم حماس، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للإمساك بالوضع.
ورأى مسؤول عسكري أوروبي كبير أن "إسرائيل نجحت في قلب منحى الرعب تماماً. كانوا في مأزق، مصدومين، ضعفاء، فاقدي المصداقية. أما اليوم، فعادوا يبعثون الخوف من جديد" حسب قوله.
وأشار إلى حجم الدمار الذي لحق بغزة وبات يلحق الآن بلبنان، معتبراً أنه "كلفة باهظة سيدفع الإسرائيليون ثمنها لعقود".
وحرص بعض أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ولا سيما من اليمين المتطرف، على أخذ مسافة عن الولايات المتحدة.
ولفت جيمس دورسي من معهد إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إلى أن "الحزب العمالي كان يرفع تقليدياً شعاراً يقول بعدم الخروج أبداً عن التوافق مع الأميركيين. أما الليكود (بزعامة نتنياهو)، فلا يفكر على هذا النحو".
ورأى الباحث أن السلطة الإسرائيلية تبنت "ذهنية القلعة المحاصرة" التي يصعب اختراقها.
وما يعزز ذلك الوزن الكبير الذي تحظى به القضية الإسرائيلية الفلسطينية في الرأي العام الأميركي.
وقال دورسي بهذا الصدد: "لا أعتقد أن أي بلد يلقى الدعم الشعبي الذي تلقاه إسرائيل في الولايات المتحدة" معتبراً "من غير المرجح أبداً" أن تدخل واشنطن في خلاف مع حليفها.
الشرق الأوسط
من جانبه، أوضح العسكري الأوروبي أن إسرائيل تعتزم استثمار النافذة المتاحة لها "إلى أقصى حد" و"لم تعد بحاجة إلى ذريعة للتحرك"، واثقاً من أن "أي شيء يمكن أن يحصل" خلال الأيام المقبلة.
والأميركيون ليسوا الجهة الوحيدة التي فشلت في مساعيها، فمصر وقطر شاركتا أيضاً في مساعي الوساطة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس، لكن من غير نتيجة.
أما الأوروبيون، فهم غير مجمعين على الموقف الواجب اعتماده، ما يضعف صوتهم.
وأقر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعجز التكتل قائلاً: "إننا نمارس كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحداً يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية".
وأقر دبلوماسي أوروبي بالعجز ذاته حيال الضربات على لبنان، قائلاً: "إننا نحاول، نستخدم وزننا" لكن "الأمر في غاية الصعوبة".
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الشرق الأوسط على "شفير حرب شاملة".
كذلك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "موجة الصدمة" التي أحدثتها الحرب في غزة تهدد الشرق الأوسط برمته ب"السقوط في الهاوية"، مؤيداً مقترح الهدنة الفرنسي الأميركي بين إسرائيل و"حزب الله".
الحرب في لبنان
ويعيش الأهالي في لبنان خوفاً مفجعاً، ويروي محمد /32 عاماً/، الذي فر من الهجمات الإسرائيلية على صور في جنوب لبنان إلى بيروت على بُعد 70 كيلومتراً شمالاً، وأقام عند أصدقاء هناك: "قبل أن أذهب إلى النوم، أضبط المنبه على عدة ساعات، منبه لكل ساعة. أخشى أن أفوّت أحد نداءات الإجلاء".
ويشن الجيش الإسرائيلي هجمات واسعة النطاق على لبنان وخاصة في ضواحي العاصمة بيروت. ويوجه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للمواطنين هناك نداءات متكررة بالإجلاء، وغالباً ما يكون ذلك في منتصف الليل.
ولا يكون أمام المواطنين الكثير من الوقت لحزم أهم أمتعتهم. وبعد وقت قصير من نداءات الإجلاء يقوم الجيش الإسرائيلي بالهجوم. وغالباً ما يكون لدى الناس نصف ساعة للوصول إلى مكان آمن، وبعدها يتردد دوي انفجارات ضخمة للقنابل في أرجاء المدينة.
مدينة أصابها الخوف والشلل
لم يستطع محمد النوم منذ عدة أيام. حتى عندما تهدأ الهجمات، كان يُفزَع من نومه عند حدوث أي ضجيج. يقول محمد: "بمجرد أن تتحرك سيارة بصوت عالٍ وتحدث ضجة، أستيقظ مرة أخرى لأنني أخشى أن يكون هناك هجوم جديد".
وكتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، على منصة "إكس" أن المدينة النابضة بالحياة المطلة على البحر المتوسط أصابها الخوف بالشلل، وأضافت: "الأزيز المستمر للطائرات المسيرة يحدد ملامح الحياة في بيروت".
تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن حرب ضد "حزب الله" ، وليس ضد لبنان نفسه. ويهاجم الجيش الإسرائيلي - وفقاً لتصريحاته - بشكل متكرر "البنية التحتية الإرهابية" للميليشيا، التي تقع في مناطق سكنية مكتظة. ويتجلى حجم الدمار الهائل بشكل خاص في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً لحزب الله. وخلافاً لما هو الحال في إسرائيل، لا توجد تقريباً هناك أي مخابئ للسكان في حال حدوث غارات جوية.
وتحدث شهود عيان عن دمار هائل. ويمكن رؤية أكوام هائلة من الركام والدمار في مقاطع الفيديو، والطرق التي طمرتها الأنقاض. وفي بعض الحالات يصل عمق الحفر الأرضية الناتجة عن الغارات الجوية إلى أمتار، وهي مشاهد تعيد إلى الأذهان الدمار الذي حدث في قطاع غزة، حيث تشن إسرائيل عمليات عسكرية عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها في 7 أكتوبر 2023.
لم يعد هناك مكان آمن
تأتي الطالبة ريان من حارة حريك في جنوب بيروت، وهي إحدى المناطق المتضررة بشدة من القصف الإسرائيلي. تقول ريان: "أعتقد أن منزلنا لا يزال قائماً"، مضيفة في المقابل أنها ليست متأكدة تماماً، حيث سمعت من الجيران أن المنازل المجاورة قد دمرت بالفعل. وعقب بدء الهجمات الإسرائيلية المكثفة هربت ريان إلى شقيقتها التي تقطن في شمال العاصمة اللبنانية، وقالت: "لكنني أعتقد أنه لم يعد هناك مكان آمن بعد الآن".
ووفقاً للأرقام الرسمية، قُتل آلاف الأشخاص في لبنان منذ اندلاع القتال بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي قبل عام. وبدأ "حزب الله" مهاجمة شمال إسرائيل تضامناً مع حليفته حماس، وظل يطلق الصواريخ على إسرائيل منذ ذلك الحين. ونتيجة لذلك، فر إسرائيليون من المنطقة الحدودية مع لبنان. وفي منتصف سبتمبر الماضي أعلنت الحكومة الإسرائيلية عودتها إلى هدف حربي آخر، وتنفذ هجمات يومية واسعة النطاق في لبنان. وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل عدد كبير من كبار القادة والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ذلك إلى جانب مقتل مدنيين.
لا يمكننا المغادرة من هنا
تقول منى من بيروت: "لا يمكننا المغادرة من هنا"، موضحة أن شركة الطيران اللبنانية "طيران الشرق الأوسط" هي التي لا تزال تُسيِّر رحلات من المطار الدولي الوحيد في لبنان. تقول منى: "لكن لم يعد من الممكن حجز مقاعد"، مضيفة أن دولاً قليلة فقط تسمح للبنانيين بدخول البلاد دون تأشيرة.
ووفقاً للأرقام الحكومية، نزح حوالي مليون شخص في لبنان. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم إيواء حوالي 350 ألف شخص في ملاجئ طوارئ. ووجد آخرون مأوى لدى أقاربهم. لكن الكثيرين ليس لديهم مكان يلجؤون إليه، فيضطرون للنوم في شوارع بيروت أو بناء ملاجئ مؤقتة لأنفسهم، كما يبيت كثيرون آخرون في سيارات، ويستخدمون الزجاجات لجلب الماء من البحر حتى يتمكنوا من الاغتسال.
ووفقاً للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 160 ألف شخص من لبنان إلى سورية المجاورة، التي تمزقها الحرب الأهلية. وتتحدث الحكومة اللبنانية عن فرار أكثر من 200 ألف شخص. ولكن وفقاً لإسرائيل، يُشتبه في أن "حزب الله" يقوم بتهريب الأسلحة إلى لبنان عبر سورية. وأصبح طريق الهروب هذا خطيراً بشكل متزايد منذ أن شن الجيش الإسرائيلي هجمات بالقرب من معبر حدودي إلى سورية يستخدمه النازحون.
الدبلوماسية الدولية لم تستطع التوصل إلى هدنة حتى الآن
نازحون لبنانيون يتجهون إلى سورية