مع الشروق .. جامعة العرب... والنوم في العسل !

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. جامعة العرب... والنوم في العسل !, اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 07:59 صباحاً

مع الشروق .. جامعة العرب... والنوم في العسل !

نشر في الشروق يوم 01 - 10 - 2024

2328129
«الجامعة العربية والنوم في العسل»، هذا ليس عنوان مسلسل جديد يتم الإعداد لانجازه.. بل هو توصيف فعلي وحقيقي لواقع جامعة العرب في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من تاريخ الأمة العربية.. لحظة يشكل محورها جنون الكيان الصهيوني وانفلات نتنياهو من كل عقال واندفاعه إلى تنفيذ تغييرات استراتيجية في جغرافيا الشرق الأوسط تفضي إلى «توسيع رقعة إسرائيل».. وتفضي إلى بسط هيمنة الكيان على الإقليم كله وضمان خضوع كل دوله إلى إرادة الكيان الصهيوني.
في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، ورغم الأحداث الصاخبة التي فجّرها أولا العدوان الصهيوني على غزة وعلى الضفة الغربية المحتلة منذ سنة بالتمام والكمال.. والتي فجّرها ثانيا العدوان الشامل على دولة لبنان وعلى شعبها بما يصحب هذا العدوان وذاك من جرائم إبادة للشعبين الفلسطيني واللبناني.. رغم كل هذا فإن جامعة العرب تدس رأسها في الرمل وتلوذ بصمت محيّر.. هو أقرب إلى صمت المتورّط أو العاجز أو المتواطئ أو المنتظر حتى ينجز الصهاينة رغبة شق من العرب في رؤية روح المقاومة والرفض للسياسات الصهيونية وهي تستأصل بأياد صهيونية وبدعم وبغطاء أمريكي غربي كاملين.
العمل العربي المشترك، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والأمن القومي العربي، مصطلحات أسقطت من قاموس الجامعة العربية وهي التي قامت لتكون بيتا للتضامن العربي وفضاء يتطارح فيه العرب قضاياهم ويتخذون ما يجب من خطوات ومن سياسات لخدمة هذه القضايا وصون الأمن العربي المشترك.. وقد كان هذا العمل العربي المشترك فعّالا نسبيا حتى مطلع الألفية الجديدة ورغم كل ملاحظاتنا ومؤاخذاتنا على النظام الرسمي العربي في تلك الحقبة.. وما كنا نصفه به من عجز ومن ضعف فإن تلك الحقبة تعدّ بمقاييس هذا الزمان فترة عنفوان للعمل العربي المشترك الذي نجح في الحدود الدنيا في تأمين موقف عربي متماسك من القضايا المطروحة وكان العدوان الصهيوني ولو في أشكاله البعيدة كل البعد عما تشهده الآن في فلسطين المحتلة وفي لبنان يستدعي الهبّات العربية والتداعي لقمم عربية عاجلة وطارئة كانت تفضي إلى شجب وإدانة العدوان الصهيوني وذلك أضعف الايمان.. علاوة على اتخاذ قرارات تساعد على تخفيف وطأة العدوان على الشعب المستهدف.
الآن تغيّرت الأحوال. وجاءت طبقة حاكمة في عديد الدول العربية لا تملك من العروبة إلا الاسم، طبقة صهيونية الهوى، أمريكية الميول، غربية المزاج.. طبقة لا تكتفي بالقعود والعجز عن نصرة الشقيق المظلوم وعن الانتصار لقيم الشرف والعروبة.. بل تتجاوز ذلك إلى التواطؤ والتآمر مع الصهيونية والانبطاح الكامل لها.. بل ودعمها بالمال وبالسلاح وبالمواد الغذائية والصحية حتى تكمل الاجهاز على روح المقاومة وتريحهم من «صداع» التصدي لهذا العدو الذي خطط لأكلنا بلدا بعد الآخر والذي مرّ من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.. لأن العدوان المجنون الذي أطلقه نتنياهو لا يهدف إلى «تفكيك حماس» واستعادة الأسرى من غزة. ولا يهدف إلى تأمين عودة مستوطني شمال فلسطين المحتلة إلى منازلهم بل أنه مقدمة لحرب ستشمل دولا عربية أخرى ويخطط من خلالها نتنياهو إلى فرض ترتيبات استراتيجية تؤمّن هيمنة الكيان الصهيوني على كامل الإقليم وتمهّد الطريق لانجاز طريق الهند أوروبا مرورا بالشرق الأوسط التي أعاد التلويح بخريطة عبورها في ظهوره الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كل هذه الأحداث والمخاطر وكل هذه التحديات التي تتهاطل على رأس الأمة العربية وجامعة العرب غائبة لا تسمع ولا ترى وكأن ما يجري يحدث على سطح كوكب آخر ويهم شعوبا من كواكب أخرى.
صمتا أيتها المقاومة في فلسطين المحتلة وفي لبنان الصامد الشامخ.. صمتا أيتها الشعوب العربية المكلومة.
صمتا أيتها الأمة المهزومة المأزومة.. جامعة العرب نائمة في العسل.. فلا توقظوها !
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق