مجلة مباشر الاخبارية

مع الشروق ..أسطورة... شهيد حي

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..أسطورة... شهيد حي, اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 11:56 مساءً

مع الشروق ..أسطورة... شهيد حي

نشر في الشروق يوم 22 - 10 - 2024


لم يكد الصهاينة وعلى رأسهم كبيرهم نتنياهو يستفيقون من نشوة قتل المناضل والزعيم الفلسطيني الكبير يحيى السنوار حتى فتحوا عيونهم على صدمة لا تقل هولا عن صدماته وهو حي يناضل ويقوّض أركان كيانهم الهزيل حجرا بعد حجر.
السنوار نذر حياته منذ نعومة أظفاره لقضية شعبه وقضية وطنه. ونذر نفسه شهيدا في سبيل القدس وفي سبيل فلسطين. لم يترك وسيلة إلا وطوّعها لقتال الصهاينة ولم يترك حيلة إلاّ ووظفها في سبيل إدماء المحتل وفكّ مخالبه من حول رقبة شعبه. وحتى سنوات السجن التي قضاها في زنازين الاحتلال بين سنتي 1982 و2011 حيث حوكم بالمؤبّد 4 مرات وتم تشريحه في ما سمي صفقة «جلعاد شاليط» فقد سخّرها لتعلم لغة العدو ولدراسة شخصيتهم وطباعهم وطرق تفكيرهم وردّات فعلهم.. حتى إذا ما خرج من السجن في صفقة التبادل كان قد حفظهم عن ظهر قلب وعرف من أين يؤتى هذا العدو المدجج بالسلاح وبالدعم الأمريكي الغربي.. وحين صعد إلى قيادة المكتب السياسي لحركة حماس كان يفتح صفحة المواجهة الكبرى مع الصهاينة.. ليباغتهم ب«طوفان الأقصى» ذات يوم من أيام أكتوبر (7 أكتوبر 2023) ويوجه لهم ضربة قاصمة هزّت أركان كيانهم الهزيل وجعلته يتأرجح إيذانا بالسقوط لولا هبّة الحليف الأمريكي الغربي لإسناده ومساعدته على التماسك.. لينطلق نتنياهو مثل ثور هائج يدمّر كل شيء ويحطّم كل شيء في غزّة. لم يترك شبرا ولا حجرا ولا شجرا.. لم يراع حرمة مدرسة ولا مسجد ولا مستشفى.. لم يحترم كهلا ولا امرأة ولا طفلا رضيعا.. بل راح ينشر الموت والدمار والخراب في كل ركن من أركان غزّة.
هذا الجنون الصهيوني قابله السنوار ورجاله في المقاومة وشعبه في القطاع بصبر وجلد كبيرين.. وبإصْرار أكبر على خوض المنازلة الكبرى.. حيث أبلى ويبلي رجال الله في المقاومة البلاء الحسن ويسومون المحتل سوء العذاب.
ومع الشهور تحوّل يحيى السنوار إلى أسطورة حيّة أرّقت الصهاينة.. ومعهم كل الغرب المجرم.. حيث استنفرت كل مخابرات أمريكا والغرب والكثير من المطبعين العرب للبحث عن السنوار واقتفاء أي أثر يمكن أن يوصل إليه.. وبعد أزيد من سنة ارتقى السنوار شهيدا.. ارتقى في مواجهة غير متكافئة مع أعدائه.. ارتقى وهو يقاتل بجرأة وشجاعة وعناد.. وكأنه أراد أن يرسم لشعبه ولكل أحرار العالم اخر فصول أسطورة رجل شجاع عاش مقاتلا مناضلا وقضى مناضلا مقاتلا لا ترتعش أياديه ولا يختفي ولا يهرب من العدو. بل يواجهه بتصميم لا يلين وبإرادة لا تكسر.
لم تكتمل فصول أسطورة يحيى السنوار باستشهاده.. فأبى إلا أن يعذّبهم ويؤرقهم وهو حي وان يقهرهم وهو بين يدي اللّه.. فقد غرقوا في الصورة التي بثّوها عن موقعة استشهاده.. سارعوا ببث صورته شهيدا لكنهم اكتشفوا أن الصورة انقلبت عليهم وأنهم أضافوا إلى أسطورة نضاله حيا أسطورة رحيله مقاتلا مواجها، مقبلا غير مدبر، صلبا عنيدا وليس كما كانوا يصوّرونه «مختبئا» في الأنفاق محاطا بالأسرى الصهاينة ليحمي نفسه.. فإذا به يواجههم فوق الأرض بوجه مكشوف..
حاولوا الالتفاف على الصورة الأولى فأردفوها بصورة ثانية زعموا أنها سرّبت من كاميرا جندي على الميدان.. وذلك من باب امتصاص مفعول الصورة الأولى لكن كيدهم وقع في نحرهم من جديد.. حيث أضافت الصورة الثانية الكثير من التفاصيل للصورة الأولى.. وهما صورتان ترسمان ملامح بطل شجاع وترويان في تفاصيل أسطورة مناضل قهر سجّانه وقهر جلاده وهو حي ومرّغ سمعته في وحل الهزيمة وهو بين يدي اللّه.
أيها البطل الكبير الساكن في وجدان شعبه وكل الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم.. ستبقى ملحمة نضالك حتى الرمق الأخير قصصا تروى على مدى الأجيال وإلهاما يهدي شعب فلسطين وأحرار الأمة العربية إلى سبيل الخلاص.. وهي سبيل تبدأ وتنتهي كما كنت تردد دائما عند فوهات البنادق حتى يَرْعَوي هذا الوحش الكاسر وينزاح عن صدور الشعب الفلسطيني ويتزحزح على أرض فلسطين من النهر إلى البحر.
عبد الحميد الرياحي

.




أخبار متعلقة :