وكالة زهوة برس للأنباء

طوفان الأقصى طوفان أقدار...

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طوفان الأقصى طوفان أقدار..., اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 09:47 مساءً

طوفان الأقصى طوفان أقدار...

نشر بوساطة صلاح الداودي في الشروق يوم 02 - 11 - 2024


يجب أن نكون قادرين على تصور ذلك حتى نكون قادرين على مواجهة ذلك وتحقيق انتصار أكبر مما نحققه الآن وقادرين على تأمين مسافة الاقتدار أو مسافة النصر الكفيلة بفعل وإنجاز وتحقيق أهدافنا وتحمل الكلفة أكبر من قدرتنا الحالية. وذلك من طبيعة هذه الحرب التي لن تنتهي إلا بمقدار ما تقترب أكثر ما يمكن من أهدافها النهائية بالنسبة إلينا وليس بالنسبة إلى العدو.
صحيح ان تفكيك هذا العدو واخلاء فلسطين المحتلة كليا من هذا الاحتلال ليس هدفا معلنا من أي طرف من تشكيلات محور المقاومة في هذه المواجهة (مع ان الكل يؤمن بذلك). وصحيح أن لا أحد يطرح فيما يسمى تفاوضا ترتيبات إخراج هذا العدو من أراضينا الفلسطينية والعربية المحتلة وتحت النار، ولكن أحشاء طوفان الأقصى تحمل للمرة الأولى في تاريخ الصراع هذه النشأة الكامنة لعالم جديد من دون نظام صهيوني معولم.
علينا أن نتصور ذلك ونستعد على هذا الأساس لأن ذلك قد يحدث في أي وقت في سياق تحريري متسارع ومتصاعد لا يدري أحد متى تكون فيه نقطة العودة (مع ان بداية طوفان الأقصى-الثورة الكبرى نصف نقطة اللاعودة إذا جاز التعبير بهذا الشكل. واستشهاد سادة شهداء أقدار الأمة حتى لا نقول الإنسانية أكبر دليل على النصف الثاني، وهو نصف ما بعد اللاعودة).
نعتقد أنه من الممكن جدا أن تتصاعد المواجهة أكثر وأكثر وتصبح أعنف وأعنف بعد الحرب الداخلية الأمريكية التي تأخذ شكل انتخابات وهذا هو الأرجح في ظننا. وليس ذلك لأنها انتخابات ونتيجة انتخابات، بل ان ذلك من طبيعة هذه الحرب التي تصبح كلما مر الوقت صهيو-تلمودية كما في متخيل مملكة صهيون الإرهابية الكبرى ويكون فيها المدعو نتنياهو ملك ملوك الإرهاب المعولم الذي لم تر له الإنسانية مثيلا وتصبح الحرب أكثر أمريكية وأكثر ناتوية أطلسية ويكون مجلس إدارة هذه الحرب الجماعية القيامية الوجودية أكثر ظهورا بوجهه الحقيقي.
ومن الممكن في أي وقت طرد السفيرة الأمريكية من بيروت وطرد الأمريكان مما يسمى تفاوضا ومطالبة العالم إما بسحب الاعتراف الدولي بهذا العدو وشطبه من لائحة الكيانات التي يحق التعامل معها ويحق لها الوجود وإما الاكتفاء بالفرجة وإما الانخراط في هذه الحرب التحريرية الشاملة التي تأخذ من عمر الإنسانية بضع سنوات ولن تكون بعدها إلا الآخرة كما يقال، بمعنى ستعيش الإنسانية من دون صهيونية ولن يكون من الممكن أبدا أن يأتي من هو أقوى وأكثر عزما وأكبر تصميما وأرقى وحدوية من وحدة الساحات الدائرة والتي سوف تتوسع، ويكون قادرا فعلا على دفع الكلفة كاملة وخوض الحرب كاملة وتحقيق النصر كاملا. والدليل الأكبر أيضا قدرة الفلسطينيين وخاصة في غزة ثم اللبنانيين على كل هذا التحمل الذي يؤشر على بشر آخر في عالم آخر جديد.
علينا أن نتصور ذلك حتى لا يحدث ذلك إذا كنا لا نراه وعلينا أن نتصور ذلك حتى يحدث ذلك إذا كنا نراه، وعلى حد السواء. وهنا كل القدرة وكل القرار وكل التضحية وكل الرجاء وكل المقاومة وكل الانتصار وكل التاريخ وكل المستقبل وكل الأقدار: صناعة الأقدار التي بأيدينا والتسليم بالأقدار التي لا يعلمها إلا الله.

.




أخبار متعلقة :