وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام» والفصائل الحليفة لها «سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون».
وأضاف: أن طائرات حربية روسية شنت بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016.وقال مصدران عسكريان سوريان لوكالة رويترز: إن قصفا بطائرات روسية وسورية، قد استهدف مقاتلي الفصائل السورية في حي بمدينة حلب.
من جانبه، أعلن الجيش السوري عن إعادة انتشار للقوات في حلب بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم «الإرهابيين».
ونقلت وزارة الدفاع السورية عن مصدر عسكري قوله: «تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب» بعد أن نفذ الجيش عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع.
وجاء ذلك بحسب المصدر بعد «معارك شرسة... على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء».
وأضاف المرصد أن الضربات الجوية وعمليات قصف بري ومقاومة محدودة، من جانب الجيش السوري أسفرت عن مقتل 20 عنصرا من الفصائل المسلحة.
وأشار مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن إلى أن الغارات تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية «كبيرة» للفصائل المسلحة إلى المنطقة، حيث تخوض اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري.
كما أفاد المرصد السوري بارتفاع عدد قتلى الاشتباكات، التي تفجرت يوم الأربعاء الماضي، بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب وإدلب إلى 301.
ونقلت وسائل إعلام تابعة الفصائل السورية المسلحة أمس الأول بأن الفصائل سيطرت على مساحات واسعة في محافظتي حلب وإدلب، في حين قال الجيش السوري قال في بيان إن قواته تتصدى لهجوم كبير من الفصائل.
وأوضح مدير المرصد، أن هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها «سيطروا على مراكز حكومية وسجون.
وقال إن «الغارات الروسية استهدفت حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة».
وقال إن «محافظ حلب وقيادات الشرطة والأفرع الأمنية انسحبوا من وسط المدينة».
وتابع بأن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب مشيرا إلى أنه «لم يحصل أي قتال، ولم تطلق طلقة واحدة، وسط انسحاب لقوات النظام».
ودخلت المجموعات المسلّحة الجمعة مدينة حلب في شمال سوريا، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد، الذي أوضح أن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة سيطرت على مدينة سراقب في محافظة إدلب.
وأضاف: «أهمية سراقب (شمال غرب) هي أنها تمنع أي مجال للجيش من التقدم إلى حلب، وتقع على عقدة إستراتيجية تربط حلب باللاذقية (غرب) وبدمشق».
وكان نفس المصدر أفاد بأن الفصائل «دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية» لحلب، أكبر مدن الشمال السوري.
وذكر بأنها سيطرت على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد، مشيرا إلى أن قوات النظام «لم تبدِ مقاومة كبيرة».
وقالت ثلاثة مصادر عسكرية إن السلطات السورية أغلقت مطار حلب وكذلك جميع الطرق المؤدية إلى المدينة السبت، بعد أن قال مسلحون معارضون للرئيس السوري بشار الأسد إنهم وصلوا إلى وسط المدينة.
كذلك، قال مصدران عسكريان إن روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، وعدت دمشق بمساعدات عسكرية إضافية للتصدي للمسلحين، وأضافا أن العتاد الجديد سيبدأ في الوصول خلال 72 ساعة.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفق المرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام بسوريا.
وبحلول الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدّم منذ سنوات تحرزه المجموعات المعارضة للنظام.
وكان نفس المصدر أفاد الخميس بأنّ مقاتلي هيئة تحرير الشام وحلفاؤهم قطعوا الطريق الذي يصل بين حلب ودمشق.
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
أخبار متعلقة :