كانتِ «المدينة» -ومازالتْ- تسعَى لتوثيقِ اللُّحمةِ بينَ القارئِ والمتابعِ، وبينَ وطنٍ طموحٍ يسعَى للرِّيادةِ العالميَّةِ فِي كافَّةِ المجالاتِ. ومنذُ تأسيسِهَا عامَ 1356هـ، المُوافق 1937م، خرجتْ «المدينة» تتزَّينُ بصورةِ الملكِ المؤسِّسِ عبدالعزيز، معليةً قيمةَ الوطنِ فِي نفوسِ أبنائِهِ، ومسترشدةً بتوجيهاتِ الملوكِ العظام.وفِي كلِّ مراحلِ التطوُّرِ التي شهدتهَا وتشهدهَا المملكةُ حاليًّا فِي عهدِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز -يحفظُهُ اللهُ- حرصتِ «المدينة» علَى المشاركةِ الإعلاميَّةِ الفاعلةِ، نشرًا للأحداثِ الكُبْرى، ونشرًا للوعيِ الثقافيِّ بهَا، وترويجًا موضوعيًّا لهَا علَى المستوَى المحليِّ والإقليميِّ والعالميِّ. فلمَّا كانتِ الرؤيةُ السَّاطعةُ فِي عامِ 2023 مضتْ «المدينة» تلاحقُ مبادراتِ ومردوداتِ الرُّؤيةِ المباركةِ، علَى جميعِ الأصعدةِ، استشعارًا لقيمةِ رسالتهَا فِي عالمِ الإعلامِ والثقافةِ، واستلهامًا لتوجيهاتِ صانعِهَا صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وليِّ العهدِ، رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، ببناءِ وطنٍ مزدهرٍ بمكانتِهِ الثقافيَّةِ والحضاريَّةِ، وبناءِ مجتمعٍ معرفيٍّ مزدهرٍ ومتفاعلٍ معَ تحدِّياتِ العصرِ.
واستشراقًا لواقعِ الإعلامِ السعوديِّ الحديثِ، لمْ يكنْ غريبًا أنْ يعلنَ معالِي وزيرِ الإعلامِ الأستاذِ سلمان بن يوسف الدوسري، أنَّ الإعلامَ السعوديَّ ينتظرهُ مستقبلٌ حافلٌ بالمنجزاتِ والتحوُّلاتِ المنشودةِ فِي مختلفِ قطاعاتِهِ، وأنَّ عامَ 2024 هُو عامُ التحوُّل الإعلاميِّ فِي المملكةِ، والاستعدادِ لمصافحةٍ حارَّةٍ بينَ الإعلامِ السعوديِّ والمستقبلِ.
لقدْ كانَ وزيرُ الإعلامِ دقيقًا وهُو يعلنُ عَن إستراتيجيَّاتِ عامِ التحوُّلِ الإعلاميِّ فِي المملكةِ، التِي تقومُ علَى أربعِ ركائزَ هِي: الأرقامُ، والمؤشِّراتُ، والشَّغفُ، والعملُ، وبرؤيةٍ حكيمةٍ يدعمُهَا خادمُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، ويقودُهَا وليُّ عهدِهِ الأمينُ -حفظهمَا اللهُ-.في ظلِّ هذهِ المعطياتِ الجديدةِ تمضِي مسيرةُ «المدينة»، بتاريخِهَا العريقِ، آملةً أنْ تكونَ إحدَى الأدواتِ الإعلاميَّةِ الفاعلةِ، وأحدَ معالمِ خارطةِ إعلامِ المستقبل.