نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل, اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 02:23 مساءً
نشر بوساطة أحمد بن بوبح في الرياض يوم 19 - 11 - 2024
البحث في موضوع "الهويّة" لا يقتصر على عمر واحد، بل يمتد عبر أعمار متتالية، تتقاطع فيها بداياتها ونهاياتها.
يمكن تلخيص الهوية في اتجاهين أساسيين: الاكتشاف والابتكار.
الاكتشاف يتمثل في استحضار الماضي وإحياء التراث التاريخي، كما هو الحال في تسمية الأعوام مثل عام الإبل، عام الشعر، وعام الحرف اليدوية. هذه الجهود تركز على إعادة تقديم الماضي بشكل يليق بالحاضر.
أما الابتكار، فهو إضافة أبعاد جديدة للهوية السعودية. على سبيل المثال، عبارات مثل طموحنا عنان السماء أو شعب طويق، إلى جانب ابتكارات بصرية كالسجاد البنفسجي في الاستقبالات الرسمية، أصبحت عناصر حديثة تميز الهوية السعودية على المستوى العالمي.
يمكن ملاحظة التداخل بين الاكتشاف والابتكار، مما يجعل الهوية موضوعًا متجددًا بلا نهاية. فالخزامى، على سبيل المثال، ليست ابتكارًا، ولكن استخدام لونها في السجاد الرسمي يُعد فكرة مبتكرة تميز المملكة عن العالم. كذلك، جبال طويق لم تُخلق حديثًا، ولكن ربطها بشخصية الشعب السعودي كان إضافة إبداعية.
وكذلك، كانت جهودي المتواضعة جزءًا من هذه الرحلة المستمرة لإثراء الهوية السعودية. أعمال مثل مجسم البشت، وتصاميم مبتكرة مستوحاة من السيفين والنخلة، تجمع بين إعادة اكتشاف التراث ورسمه برؤية جديدة.
ومع مرور الوقت، قد تُلهمنا كلمة أو صورة للإضافة إلى الهوية السعودية، التي لا تنحصر في الجانب البصري أو في مجال واحد، بل تشمل كل من يعيش على هذه الأرض وكل ما يمسها.
فكل موضع قدم في المملكة يحمل هوية سرمدية، لا بداية لها ولا نهاية. أما جهودي، سواء السابقة أو القادمة، فهي ليست سوى نقاط صغيرة على صفحة شاسعة من هوية المملكة، أرجو أن تسهم في إثرائها، وربما يجد فيها التاريخ ما يستحق الذكر.