القاهرة: «الخليج»
عادت الروح إلى حديقة الأسماك التاريخية بالقاهرة، أجمل حدائق مصر الخديوية، بعد إزالة رسومات تسببت في تشويه أعمال تطوير، والتي ظلت تمثل أحد المعالم التاريخية المميزة لحي الزمالك، ما دفع المجلس الأعلى للآثار إلى تسجيلها ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، وإخضاعها على فترات إلى عمليات تطوير وصيانة شاملة.
ويرجع تاريخ بناء الحديقة إلى عام 1867 في عصر الخديوي إسماعيل، وقد آلت مسؤولية إدارتها مطلع القرن التاسع عشر لحديقة الحيوان بالجيزة، قبيل افتتاحها رسمياً للجمهور في 21 نوفمبر عام 1902، وقد استمرت الحديقة على مدار عقود تستقبل الزوار، بل تحولت إلى قبلة لعدد كبير من صناع السينما المصرية، لتصوير العديد من الأفلام التي أُنتجت خلال فترة الخمسينات والستينات، حتى صدر قرار بإغلاقها منتصف الستينات، بعد تردي حالتها، وإخضاعها لعملية ترميم شاملة، تحت إشراف جهات علمية وهندسية تابعة لوزارة الزراعة المصرية، قبل أن يعاد افتتاحها من جديد مطلع الثمانينات.
كهوف
تمتد مساحة حديقة الأسماك على مساحة تصل إلى تسعة أفدنة، حيث تضم إلى جوار كهوف الأسماك بداخلها، مجموعة الحدائق النباتية، وهي تتكون من مدخل ذي فتحتين تشبهان فتحتي خياشيم السمك، ويفضي المدخل إلى منطقة البهو، الذي يفضي إلى ممرات الحديقة الأربعة، التي تنتهي إلى منطقة الجبلاية، التي تعد أشهر منطقة في الحديقة، وقد روعي عند تصميها أن تكون على شكل ممرات أو تجاويف تشبه تجاويف الشعاب المرجانية، وقد صممت هذه التجاويف بدقة هندسية تسمح بمرور الهواء، لتصدر ما يشبه صوت الموسيقي كلما هبت النسائم على الجبلاية.
مسطحات خضراء
تفصل الجبلاية عن مجموعة الحدائق النباتية بالحديقة، مجموعة من المسطحات الخضراء، التي تضم العديد من الأشجار النادرة، وقد جُلب بعضها خصيصاً لتزيين الحديقة عند إنشائها من مدغشقر وأستراليا وتايلاند، وتضم الحديقة 49 حوضاً تضم مختلف أنواع الأسماك النادرة، وجميع هذه الأحواض تنعكس عليها أشعة الشمس، عبر فتحات علوية، إلى جانب أحواض أخرى تضم أنواعاً من السلاحف والزواحف البحرية التي تعيش في المستنقعات والأنهار، كما يوجد في واجهة الحديقة حوض كبير يوجد به أسماك مفترسة، مثل سمك القرش.
إزالة تشويه
أزالت وزارة الري المصرية، مؤخراً، رسومات تسببت في تشويه أعمال تطوير، خضعت لها الحديقة، وأثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر بالوزارة: «إن وزير الثقافة المصري د. أحمد هنو، أجرى اتصالاً بنظيره في وزارة الري، أبلغه خلاله استياء قطاعات واسعة من الفنانين والمثقفين المصريين، من رسومات تضمنتها البوابة الرئيسية للحديقة، قبل أن يأمر الوزير بإزالتها فوراً من المدخل الرئيسي للحديقة، وإحالة المسؤولين عنها لتحقيق عاجل».
ونفى أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، في وقت سابق، تعرض بوابة الحديقة للتشويه، مشيراً إلى أن الألوان التي صبغت جدار البوابة الرئيسية بها، كانت مؤقتة بسبب سقوط الطلاء في المنطقة المحيطة بالبوابة الرئيسية، التي خضعت لأعمال صيانة سريعة، بوضع طبقة عازلة من الطلاء بلون مختلف لحماية الإطار من تأثيرات الطقس.