إعداد: محمد عزالدين
أظهرت دراسة حديثة من جامعة كامبريدج أن المراهقين (من سن 16 إلى 19 عاماً) الذين يقضون فترات طويلة في عزلة، سواء في غرفهم أو في غياب التواصل الاجتماعي، يصبحون أكثر عرضة للشعور بالتهديد، ما يزيد من مشاعر القلق لديهم.
وقالت إميلي تاونر، الأستاذة في الجامعة، والباحثة الرئيسية في الدراسة: «إن النتائج تبرز العلاقة المعقدة بين العزلة والصحة النفسية للمراهقين، وهذه الفئة العمرية تتمتع بدرجة عالية من الحساسية تجاه التهديدات أثناء فترات العزلة».
وأضافت: «إن هذه الاستجابة قد تكون آلية دفاعية تطورية، لكنها في بيئة العزلة المستمرة قد تؤدي إلى تطور حالات من القلق المزمن».
تضمنت الدراسة سلسلة من الاختبارات النفسية لمحاكاة مواقف تهدد الأفراد، بما في ذلك «اختبار التهديد البافلوفي»، الذي يعرض للمشاركين أشكالًا ترتبط بأصوات ضوضاء حادة.
وأظهرت النتائج أن العزلة، حتى وإن كانت قصيرة، تزيد من استجابة المراهقين للتهديدات بنسبة 70% مقارنة بفترات التفاعل الاجتماعي.
وأكدت الباحثة ليفيا توموفا من جامعة كارديف أن التفاعل الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يعوض التواصل الاجتماعي الواقعي، رغم أن المراهقين متصلون بشكل أكبر عبر الإنترنت، إلا أن هذه التفاعلات قد تسهم في زيادة شعورهم بالعزلة.
تدعو الدراسة إلى ضرورة تعزيز التفاعل الاجتماعي الواقعي إلى جانب التفاعل الرقمي، حيث يحتاج المراهقون إلى بيئة اجتماعية داعمة تسهم في نموهم العاطفي والاجتماعي.