نقلت تقارير إخبارية، أمس الخميس، عن مصادر دبلوماسية أن «هناك تفاهماً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على العمل لإنهاء الحروب»، مشيرة إلى أن «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب»، في وقت ترى فرنسا أن هناك «أفقاً» لوقف الحروب في غزة ولبنان بعد فوز ترامب، بالتزامن مع اندلاع خلاف دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل في موقع تديره باريس في القدس المحتلة.
وبحسب تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، فإن مصادر دبلوماسية تقدر أن تعيين إسرائيل كاتس وزيراً للجيش سيمنح نتنياهو مساحة أكبر للمناورة في إدارة الحملة، لكن ترامب قد يتصرف بشكل أكثر حسماً لإنهاء الحرب. وتمثل خطوة استبدال وزير الجيش التي جاءت على خلفية الانتخابات في الولايات المتحدة، تغييراً كبيراً في القيادة الأمنية في خضم الحرب. وفي تقدير هذه المصادر، من المتوقع أن يمارس ترامب ضغوطاً أقل على القضايا الإنسانية المتعلقة بالقتال، حتى لو كانت سياسته أقل قابلية للتنبؤ بها من سياسة إدارة بايدن. وتجد المصادر الدبلوماسية صعوبة في التنبؤ بتأثير ترامب على الحملة العسكرية الشاملة ضد حماس وحزب الله والصراع المتزايد مع إيران. ووفقاً لها، على الرغم من أن ترامب دعا عدة مرات إلى وقف الأعمال العدائية من دون مقترحات عملية، فإنه قد يتخذ موقفاً أقوى تجاه حكومة نتنياهو مقارنة ببايدن.
وقال مصدر دبلوماسي: «في تقديرنا، سيتصرف ترامب بشكل أكثر حسماً لإنهاء الحرب، بغض النظر عن الظروف». ورغم أنه من غير المتوقع أن تكون الظروف جيدة للفلسطينيين، فإنه لن يقبل بمناورات نتنياهو.
وتشير التقديرات إلى أنه على المدى القصير، قد تتلقى إسرائيل دعماً أمريكياً أوسع نطاقاً للعمليات العسكرية. ومع ذلك، على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي الديناميكية بين ترامب ونتنياهو، الزعيمان اللذان لديهما أجندات سياسية معقدة إلى توترات، خاصة حول مسألة إنهاء الحرب والترتيبات الإقليمية المستقبلية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إنه يرى «أفقاً» لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان بعد فوز ترامب. وقال بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس «أعتقد أن هناك آفاقاً مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر».
وبحسب الوزير الفرنسي «حان الوقت للمضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق يسمح بتحرير جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والاستعداد لليوم التالي» لانتهاء الحرب.
لكن زيارة بارو إلى القدس، تخللها خلاف دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل، بعد دخول عناصر مسلحة من الشرطة الإسرائيلية «دون إذن»، موقعاً يضمّ كنيسة تديرها باريس. وندَّد الوزير الفرنسي ب«وضع غير مقبول»، ورفض دخول موقع «الإيليونة» الواقع في جبل الزيتون، بينما قامت الشرطة الإسرائيلية بتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسيين في المكان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.
في غضون ذلك، قال النائب في مجلس النواب اللبناني عن «حزب الله» إبراهيم الموسوي أمس الخميس إن الحزب يرحب بأي جهد لوقف الحرب في لبنان، لكنه لا يعلق آمالاً في وقف إطلاق النار على إدارة أمريكية بعينها، وذلك تعقيباً على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.