متابعات - «الخليج»
للمرة الأولى، منذ أربع سنوات، نجح الحزب الجمهوري بزعامة دونالد ترامب في تحقيق انتصار على الديمقراطيين، بانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ، بأغلبية ضئيلة، بعد حصوله على 51 مقعداً على الأقل من أصل 100، فيما لا تزال معركة الانتخابات جارية حتى الآن بين الحزبين للسيطرة على مجلس النواب، إلا أن المؤشرات تشير إلى «الموجة الحمراء» خلال هذا الاقتراع.
الموجة الحمراء
ويستخدم مصطلح «الموجة الحمراء» في الانتخابات الأمريكية، في إشارة إلى فوز كبير للحزب الجمهوري في الانتخابات، سواء كانت انتخابات الكونغرس (مجلس النواب والشيوخ) أو الانتخابات الرئاسية.
ولمجلس الشيوخ الأمريكي الكلمة العليا في المصادقة على التعيينات الرئاسية، وإقرار المعاهدات الدولية، وخلع الرؤساء في حال عزلهم من النواب. وخاض ثلث أعضاء المجلس، المؤلف من 100 سيناتور، السباق الانتخابي.
وكان الجمهوريون بحاجة إلى انتزاع مقعد واحد فقط من الديمقراطيين في حال كان نائب الرئيس، الذي يخدم رئيساً للمجلس، جمهورياً، أو مقعدين في حال وصول ديمقراطي إلى مقعد نائب الرئيس.
وقال ترامب خلال خطاب في فلوريدا الأربعاء،: «استعدنا السيطرة على مجلس الشيوخ ويبدو أيضاً أننا سنحتفظ بالسيطرة على مجلس النواب».
أجندة جمهورية
وسيكون للحزب الذي يفوز بالأغلبية على جانبي (الكابيتول هيل) نفوذ أكبر لتمرير أجندته الخاصة، بغض النظر عمن يترأس البيت الأبيض.
وانقلب مقعد مجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا الغربية إلى جمهوري، بعد تقاعد الديمقراطي السابق جو مانشين.
وكان الفائز، جاستيس، ديمقراطياً قبل أن يتحول إلى جمهوري في تجمع جماهيري لترامب في عام 2017.
ويتوقع أيضاً أن يحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مقعد مجلس الشيوخ في فلوريدا. وانتُخب الحاكم السابق ريك سكوت، لأول مرة قبل ست سنوات، وكان مرشحاً ضد عضو الكونغرس السابقة في منطقة ميامي ديبي موكارسيل باول، وهي ديمقراطية هاجرت من الإكوادور عندما كانت طفلة.
وشهدت الانتخابات الأمريكية للمرة الأولى نجاح امرأتين من أصول إفريقية بالفوز في مقعدين، في الوقت ذاته في الشيوخ، بعد فوز الديمقراطيتين أنجيلا لسوبروكس وليزا بلانت روشستر في ميريلاند وديلاوير على التوالي.
وستصبح العضوتان أول عضوتين في مجلس الشيوخ من ذوات البشرة السوداء يمثلن ولاياتهن.
وفاز تيد كروز حليف ترامب بولاية ثالثة في تكساس. وتجرى منافسات أخرى من شأنها أن تهز السيطرة على الغرفة العليا للكونغرس في أريزونا وبنسلفانيا ومونتانا وميشيغان ونيفادا ونبراسكا وتكساس وويسكنسن.
معركة «النواب» متواصلة
وتتواصل المعركة الانتخابية للسيطرة على مجلس النواب، وتجرى الغالبية العظمى من الاقتراع في «المناطق الآمنة» المحسومة لأحد الحزبين، لكن منافسات أخرى في مناطق متأرجحة قد تحسم المعركة.
وبقيادتهم لمجلس الشيوخ، سيسعى الجمهوريون بشكل حثيث إلى تطبيق تعهدات ترامب، خاصة في الأيام المئة الأولى من عهده، وأبرزها تخفيف الضرائب، وتأمين الحدود، والتعامل مع ملف الهجرة، وترحيل المهاجرين غير النظاميين، وصولاً إلى إصلاحات للمرافق الفيدرالية.
التقدم الجمهوري، لا يعني أن أصوات الديمقراطيين ستكون خافتة خلال ولاية ترامب، فلا تزال قواعد مجلس الشيوخ تعطي بعض السلطة للأقلية، خاصّة أن حزب ترامب لم ينتزع الرقم السحري لتخطي المعارضة، وهو 60 صوتاً.