نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اغتيال نتنياهو: حقيقة ام مجرد حلم؟, اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 08:28 صباحاً
لم يهدأ الكلام منذ اغتيال الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، عن امكان اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما عززه استهداف منزله في قيصرية من قبل حزب الله قبل نحو شهر، علماً انه لم يكن يتواجد في المنزل، كما ان عائلته كانت غائبة ايضاً عن مكان السكن المعتاد. ولكن، قد يكون من الصعب فعلاً ان ينجح الحزب في اغتياله بفضل الاجراءات الامنية المعززة والاستثنائية التي يتمتع بها هو وافراد اسرته، خصوصاً في ظل الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة ولبنان. واذا كان الامين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم، قد ألمح في احدى كلماته التي تم بثها، الى انه من الممكن ان يلقى نتنياهو حتفه، فإنّ ما حصل بالامس دفع الاسرائيليين وبالتحديد المسؤولين عن الاجهزة الامنية، الى التفكير ملياً بعودة مشهد اغتيال رئيس الوزراء السابق اسحق رابين.
واذا توقفنا عند ما ذكرته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن توقيف ثلاثة اشخاص على خلفية القاء قنبلتين مضيئتين على منزل رئيس الوزراء، فإن هوية احدهم وهو ضابط احتياط عالي الرتبة، كفيلة بتبرير القلق الاسرائيلي. ان اخطر ما قد يواجه اي منظمة او فصيل او حزب او اجهزة او دولة، هو توقع العداوة من داخل البيئة نفسها. ففي حين كان من المؤكد ان تحييد الخطر عن نتنياهو من الخارج هو امر محسوم، فإن ازدياد نسبة استهدافه من الداخل تحمل مخاطر كبيرة تفوق بكثير تلك المتوقعة من اخصامه واعدائه. صحيح ان الحادثة بنفسها ليست خطيرة وان القنابل المضيئة لا تهدد الحياة، ولو كان القاطنون في المنزل داخله، الا ان دلالاتها لها مفعول اكبر بكثير. فالقنابل بحد ذاتها هي رسالة مفادها انه ليس هناك من مكان آمن لرئيس الوزراء اذا ما استمر على سياسته المتّبعة حالياً، وانه عاجلاً ام آجلاً، سيتم استغلال نقطة ضعف امنية ستظهر في الاجراءات المتخذة لحمايته. واللافت في الموضوع هو انضمام مسؤولين من الجيش الاسرائيلي الى هذه التهديدات، فالضابط الاحتياطي عالي الرتبة الذي تم اعتقاله، يعني ان هناك قسم من الجيش لا يوافق على سياسة رئيس الوزراء، ولا على قراراته والتي كان منها اقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في خضمّ الحرب، والكلام عن خلاف ناشئ بين الجيش والقيادة السياسية. ونظراً الى المكانة التي يتمتع بها الجيش بالنسبة الى الاسرائيليين، فإنه من المنطقي القول ان قسماً كبيراً من الاسرائيليين بات على خلاف سياسي واساسي مع رئيس الوزراء الذي لا يمكن المساس به حالياً من وجة نظر دستورية، الا ان تهديد حياته يفتح باب النقاش على مصراعيه حول حقبة ما بعد نتنياهو.
واذا كان القلق في لبنان وغزة يدور حول مرحلة ما بعد الحرب، وكيفية التعاطي مع تداعياتها ونتائجها الكارثية، فإنه في الشارع الاسرائيلي، سيكون الكلام حول كيفية التعاطي مع نتنياهو بذاته وخروجه من باب المساءلة القضائية لتهم الفساد التي تلاحقه وتهم تقويض القضاء وتهديد الامن القومي من خلال تزوير تقارير الجيش قبل نشرها، وقد يكون هناك من لا يحتمل مثل هذه الامور، فيقرر وضع حد لها بشكل نهائي عبر انهاء حياة نتنياهو، على ان يكون الفاعل اسرائيلياً.
هل هو مجرد حلم؟ الجواب انه في ظل كل المحظورات التي رأينا بأم العين انها سقطت الواحدة تلوى الاخرى خلال السنة الماضية، ليس هناك من مانع من سقوط محظور جديد، وقد نشهد نهاية نتنياهو على يد اسرائيلي، في خطوة ستعبّر عن تفجير كبت العديد من الاسرائيليين الذين لم ترق لهم قراراته وتصرفاته، وهم سبق وان تظاهروا قبل 7 تشرين الاول 2023، وخلاله وبعده، لاسباب عديدة، من دون ان يجدوا آذاناً صاغية.
وفي ظل فترة انهيار المنطق والخطوط الحمراء، ليس من المستغرب رؤية خط احمر جديد يتم تخطيه...