شهد الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الجزائري يوم الجمعة، بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير، حادثًا مأساويًا أثار جدلًا واسعًا، خاصة مع تكتم الصحافة الجزائرية على تفاصيله بتوجيهات من القيادة العسكرية، وامتناعها عن نشر أي معلومات بخصوصه.
وأفاد حساب "الجيش الحر الجزائري" عبر منصة "إكس" أن خمسة جنود مظليين لقوا مصرعهم خلال العرض نتيجة مشاكل تقنية حالت دون فتح مظلاتهم، مما أدى إلى سقوطهم المميت على الأرض.
كما شهد العرض حادثًا آخر أسفر عن وفاة ضابط إشارة دهسته دبابة من طراز T55 أثناء تأمينه لرصيف الاستعراض، إذ لم يتمكن سائق الدبابة من رؤيته.
ورغم أهمية هذه الذكرى لتعزيز مشاعر الفخر الوطني وإحياء بطولات ثورة التحرير، إلا أن العرض العسكري تحول إلى مادة للسخرية، خاصة بعد عرض معدات عسكرية قديمة، أبرزها عربة "شيلكا" السوفيتية التي يعود تصميمها إلى ستينيات القرن الماضي. وأثار هذا استياء العديد من الجزائريين الذين تساءلوا عن كيفية إنفاق ميزانية الدفاع الوطني الكبيرة إذا كانت المعدات العسكرية المستعرضة بهذا القدر من القدم وعدم التطور، في إشارة واضحة إلى فجوة بين ما يُعلن وما يُقدّم فعليًا.
وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة تعكس امتعاض الجزائريين من الوضع العسكري في البلاد. وكتب أحد المعلقين: "عندما تتفاخر بمعدات لم تعد موجودة لدى جيوش العالم"، في إشارة إلى الفجوة بين الطموحات الوطنية والواقع المفروض. كما تجلت السخرية بشكل لافت بين الجزائريين، الذين رأوا أن هذا الاستعراض، الذي حضره الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة، لم ينجح في تقديم صورة تُظهر قوة الجيش أو تحقيق الأهداف الدعائية المرجوة، مما يعكس استياءً شعبيًا واسعًا يطالب بتحديث حقيقي يعبر عن طموحات الشعب الجزائري الكبيرة، بعيدًا عن مظاهر بروباغندا لم تعد تجدي نفعًا في ظل تحديات ملحة لتطوير الجيش والبلاد.
0 تعليق