بايدن يتعهّد بانتقال سلمي للسلطة إلى خصمه اللدود ترامب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، في خطاب مقتضب، تأمين انتقال “سلمي ومنظم” للسلطة إلى ألدّ خصومه السياسيين، سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي تمثّل عودته للبيت الأبيض إذلالا للرئيس الديموقراطي.

ومن حديقة الورود في البيت الأبيض ألقى بايدن بنبرة هادئة خطابا إلى الأمة، شدّد فيه على ضرورة “خفض” التوترات السياسية في البلاد، وذلك في أول موقف له منذ فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات.

وقال بايدن في أول خطاب له منذ الفوز الكاسح للملياردير الجمهوري في الانتخابات التي جرت الثلاثاء “آمل أن نتمكّن، بغضّ النظر عمّن نصوت لصالحه، من اعتبار أنفسنا مواطنين وليس أعداء”.

وحاول الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة أن يرفع بكلماته الرتيبة معنويات الوزراء والمستشارين الذي جلسوا أمامه وصفّقوا له بوجوه عابسة.

وقال الرئيس الثمانيني “إنّها أوقات عصيبة. أنتم تعانون (…) لا تنسوا كلّ ما أنجزناه. لقد كانت رئاسة تاريخية”، رغم علمه بأنّ القسم الأكبر من حصيلة عهده في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي يمكن أن يطيح بها خلفه بسهولة.

وقبل بضعة أسابيع من مغادرته البيت الأبيض وإسداله الستارة على حياة سياسية استمرت خمسين 50 عاما وانتهت بإذلال عالمي له، أقرّ بايدن بالهزيمة. وقال “لقد خسرنا هذه المعركة، لكنّ أميركا التي تحلمون بها تطالبكم بالنهوض من جديد”.

ويحمّل المعسكر الديموقراطي الرئيس العنيد الجزء الأكبر من المسؤولية عن العودة المظفّرة لسلفه إلى البيت الأبيض لأنّه أصرّ على المضي بترشّحه الميؤوس منه ولم يصغ الى الأصوات التي طالبته بالانسحاب من السباق إلا في تمّوز/يوليو، أي قبل بضعة أشهر من الانتخابات، حين سلّم لنائبته بطاقة الترشّح عن الحزب الديموقراطي.

وما يزيد الطين بلّة بالنسبة إلى الرئيس المنتهية ولايته أنّه سيسلّم مفاتيح البيت الأبيض إلى شخص لطالما صوّره على أنّه خطر على الولايات المتحدة ونظامها الديموقراطي. ودعا بايدن الرئيس المنتخب لزيارة البيت الأبيض في موعد لم يحدّد، وذلك للتحضير لتولّي الإدارة المقبلة مقاليد السلطة.

والخميس، قال فريق ترامب إنّ الرئيس المنتخب “ينتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء”. ولم يعترف الرئيس السابق قط بهزيمته أمام بايدن في 2020 وقاطع حفل تنصيبه.

كما تعهّدت نائبة الرئيس كامالا هاريس “المساعدة” في عملية انتقال السلطة إلى الإدارة المقبلة. أما الملياردير البالغ 78 عاما والذي تعرّض خلال الحملة الانتخابية لمحاولتَي اغتيال ووجّهت إليه أربع لوائح اتهام ودين جنائيا ومدنيا، فدعا إلى “وحدة البلاد”.

وقال الناطق باسم حملة ترامب ستيفن شونغ إنّ “الرئيس ترامب شكر نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتّفقا على أهمية توحيد البلاد”. وأمام ترامب 74 يوما لاختيار فريقه الحكومي.

ومن المرجّح أن تؤدي شخصيات مثيرة للجدل أدوارا رئيسية في إدارة ترامب المقبلة، على غرار إيلون ماسك وروبرت إف كينيدي جونيور.

ويمكن للرئيس المقبل أن يكلّف روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل والمرشح المستقل السابق الذي أصبح حليفا له، تولي مسؤوليات في قطاع الصحة العامة.

ويُعرف كينيدي بانتقاده التطعيم، وأكد الخميس عبر شبكة “إن بي سي” أنه “لن يمنع اللقاحات عن الناس” لكنه رأى أن الأميركيين يجب أن يكونوا قادرين على “اتخاذ القرار بشكل فردي”.

كما كرّر انتقاداته لإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، والذي تعتبره المنظمات الصحية أداة فعالة لحماية الصحة.

وشهدت ولاية ترامب الأولى تداول عدد كبير من الأشخاص على مناصب الوزراء والمستشارين، مع عدم تردّده في إقالة من يخالفونه الرأي.

ومن المتوقّع أيضا أن يؤدّي الملياردير إيلون ماسك دورا في إدارته بعدما ساهم بنشاط في حملته الانتخابية. ومن المحتمل أن يعهد الرئيس المنتخب بمهمة إعادة تنظيم الإدارة الفدرالية إلى ماسك، أغنى رجل في العالم وأحد أشدّ الداعين لتقليص دور الحكومة بشكل كبير.

أحدث الفوز الكاسح لترامب صدمة في الولايات المتحدة تردد صداها في مختلف أنحاء العالم. وعبّر ملايين الأميركيين عن فرحتهم، لكنّ ملايين آخرين يشعرون بالقلق إزاء التحول الذي قد تشهده رئاسة جديدة لترامب نحو خطاب اليمين المتطرف.

وبينما غادر وسط الفوضى في كانون الثاني/يناير 2021، حقق ترامب عودة لافتة عبر إقناع الغالبية بأنه يتفهم المخاوف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للحياة اليومية. وتلقّى الرئيس المنتخب التهنئة من عدد من الرؤساء والقادة الذين لم ينتظر بعضهم حتى إعلان فوزه رسميا حتى يهنّئوه.

وهناك خشية لدى الأوكرانيين من أن يوقف ترامب المساعدات الأميركية العسكرية التي تقدمها إدارة بايدن لكييف لمواجهة القوات الروسية. وكان ترامب أشار مرارا إلى أنه سينهي الحرب “في 24 ساعة” عبر الضغط على كييف لتقديم تنازلات إقليمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما أكد ترامب المقرب جدا من الكيان الإسرائيلي أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط سريعا أيضا.

وفي ما يتعلق بالاقتصاد، وعد بتخفيضات ضريبية وفرض رسوم جمركية على الشركات الأجنبية وجذب “الوظائف من دول أخرى”.

والخميس، حذرت بكين من أنه “لن يكون هناك فائز في حرب تجارية” بعد انتخاب دونالد ترامب الذي تعهد فرض رسوم جمركية ضخمة جديدة على الواردات الصينية.

من جهته سيعلن الاحتياطي الأميركي الخميس خفضا جديدا في معدلات الفوائد، وهي خطوات بدأها في أيلول/سبتمبر من أجل خفض التضخم، ومن المرتقب أن تستمر بعد انتخاب الرئيس الجمهوري. كذلك، توعّد ترامب المشكّك في جهود مكافحة الظواهر المناخية، بالانسحاب مجددا من اتفاق باريس للمناخ.

وتعهّد تنفيذ “أكبر عملية” على الإطلاق لترحيل ملايين المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بصورة غير شرعية من الحدود مع المكسيك.

ولا يزال ترامب الذي يخشى الديموقراطيون ومنتقدوه أن يحكم على طريقة “الطغاة”، غامضا بشأن الحق في الإجهاض الذي قوضته المحكمة العليا عام 2022.

وسيكون بوسع الرئيس المقبل أن يعتمد على مجلس الشيوخ الذي انتزع حلفاؤه الجمهوريون السيطرة عليه من الديموقراطيين، كما يبدو أنّ حزبه في طريقه للاحتفاظ بالغالبية في مجلس النواب، الأمر الذي سيضمن له سيطرة مطلقة على الكونغرس.

المصدر: أ ف ب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق