في لقاء نادر ولأول مرة، التقى وفد من حزب التجمع اليمني الإصلاح بعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وعضو مجلس القيادة الرئاسي، في العاصمة السعودية الرياض، الأمر الذي أثار الجدل بين أوساط اليمنيين بشأن اللقاء ودلالة التوقيت.
والخميس، التقى وفد من قيادة الإصلاح، المكون من عضو الهيئة العليا رئيس الكتلة البرلمانية، النائب عبد الرزاق الهجري، وعضو الهيئة الأستاذ أحمد القميري، ونائب رئيس الكتلة النائب انصاف مايو، والقائم بأعمال رئيس مكتب العلاقات الخارجية الدكتور إبراهيم الشامي، بعضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي.
وبحسب موقع "الإصلاح نت" ناقش اللقاء جملة من القضايا والمستجدات على الساحة المحلية، وكذا الأوضاع على المستوى الإقليمي، وتأثيرها على اليمن، وشدد على أهمية تلاحم القوى الوطنية المساندة للشرعية، ووحدة الصف، لاستكمال المعركة الوطنية في مواجهة المشروع الإمامي الحوثي، واستعادة الدولة.
وفي الوقت الذي نشرت وسائل الإعلام التابعة للإصلاح خبر اللقاء، تجاهل الإعلام التابع للانتقالي اللقاء بشكل تام، وعزف عن نشره، ولم يتطرق له على الإطلاق، وفضل الصمت على الحديث أو التعليق، بما في ذلك موقع المجلس الانتقالي الرسمي، الذي يغطي أنشطة المجلس ورئيسه باستمرار.
وتوالت ردود فعل اليمنيين حول طبيعة اللقاء ومكانه ودلالة التوقيت كونه الأول بين خصمين غلبت على العلاقة بينهما العداء، والتصعيد الإعلامي، وافتراق الأجندة، والخلاف حول قضايا كثيرة.
وفي السياق أشاد رئيس مجلس الشورى رئيس المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر بلقاء قيادات حزب الإصلاح مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي، واصفًا اللقاء بأنه خطوة إيجابية نحو مصالحة وطنية شاملة.
وقال بن دغر إن "هذه الخطوة تعكس ضرورة تعزيز العلاقات بين القوى المناهضة للمشروع الحوثي الإمامي المرتبط بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة".
وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفًا أكبر بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية في اليمن، مشيرًا إلى أن الرؤية المشتركة لطبيعة الصراع تتعمق تدريجيًا، مما يُسهم في تجاوز أوهام التفرد والسياسات الإقصائية وبعضًا من الخطاب المحمل بإرث التناقضات، قائلا:"نعيش بعض الأمل فنبدو وكأن العافية تدب من جديد في أطراف تفكيرنا السياسي الرشيد".
وقال: "معركتنا مع الحوثيين بطبيعتها القادمة من غبار الماضي وإرث التاريخ ليست شمالية أو جنوبية، وليست أيضًا مسؤولية الشرق أو مهمة الغرب، بل هي معركة الدولة وتعبيرها السياسي السلطة وقد غدا الانتقالي إحدى ركائزها، كما هي مسؤولية المجتمع بمكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية.
الكاتب الصحفي سمير رشاد اليوسفي كتب "اليمن اليوم بحاجة إلى قرارات وطنية واضحة ومواقف صريحة تعيد ترتيب الأولويات. التركيز على اتهام الأطراف الدولية والإقليمية دون مواجهة الأخطاء الداخلية يُفاقم الأزمات ويُبعدنا عن الهدف الحقيقي: استعادة الدولة وحماية سيادتها".
وقال "لا يمكن حماية الممرات الحيوية أو تحقيق الاستقرار بالاكتفاء برفض أي تدخل دولي، بل بالعمل على بناء دولة قادرة على فرض سيطرتها وتأمين مصالحها بشراكة عادلة ومتوازنة".
وأضاف اليوسفي "بدلًا من إلقاء اللوم على الخارج، يجب أن يبدأ التغيير من الداخل. الحل يكمن في توحيد الصفوف، وقف الصراعات بين القوى الوطنية، وتوجيه الجهود نحو إنهاء الانقلاب واستعادة القرار الوطني، بعيدًا عن الخطابات التي تغرقنا في دائرة لا تنتهي من الانقسامات والشكوك".
الكاتب الصحفي أحمد الشلفي قال: لا أدري لم تذكرت وبسرعة عندما شاهدت هذه الصورة محاولة اغتيال إنصاف مايو القيادي الإصلاحي الموجود على يسار الصورة هنا مع عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي على يد فرقة الإغتيال الأمريكية في عدن 2015م؟
وأضاف: صحيح أن الأحداث والسياسة تفني بعضها لكن التاريخ معلم ولا ينسى!
أما الصحفي عبده عايش فاكتفى بالقول "تحولات كبيرة.. الخصمان يلتقيان".
المحلل والخبير العسكري محمد عبدالله الكميم غرد بالقول "لقاء اليوم كان في الرياض جمع قيادة الإصلاح بقيادة الانتقالي، وكانت أمس وأول أمس لقاءات هامة جدا في طريق رأب الصدع بين المكونات الوطنية وترسيخ سلطة الدولة وبسط نفوذها وتعزيز التلاحم الوطني".
ويرى أن "اللقاء والتقارب يأتي في إطار الاستعداد للمعركة الفاصلة ضد عدو الجميع جماعة الحوثي الإرهابية".
الباحث عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات يرى أن لقاء الانتقالي والإصلاح شغل سياسي ذكي جدا.
وقال "هناك حاجة من الطرفين للتفاهم خاصة وأن التعديلات الحكومية ستقلص من هذين المكونين الوطنيين لصالح مكونات أخرى". متابعا بالقول "سبق هذه الصورة حملة إعلامية مشتركة على الفساد، لكن للأسف لم تكن مرتبة بشكل أفضل".
من جهة نظر أخرى قال الصحفي الموالي للانتقالي صلاح السقلدي "في الرياض، حزب الإصلاح يعانق المجلس الانتقالي الجنوبي"، مضيفا "عادها بعيد بعيد".
كذلك الصحفي أنيس منصور يرى أن "تقارب الانتقالي مع الإصلاح تحت شعار مواجهة الحوثي وعدونا الأساسي الحوثي يأتي وفق إملاءات أمريكية".
وقال "الإصلاح نسى جرائم الانتقالي في عدن بحق الإصلاحيين، خلوهم يلعبوا ضمنه".
الصحفي ماجد الداعري، هو الآخر يقول إن "أي تسوية سياسية يمنية أو مصالحة وطنية شاملة تمهيدا لبدء مرحلة توافقية جديدة باليمن، تعني تجاوز الاستحقاقات الجنوبية المشروعة وعلى حساب الجنوب ومعاناة شعبه".
وتساءل: بالقول لماذا ؟.. لأنها ستشكل قفزا مفخخا على الهدف الجنوبي الجامع الذي يتبناه الانتقالي الجنوبي باسم الشعب الجنوبي بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
وأضاف: كيف؟ .. باعتبار أن أي توافقات وطنية تعني تجاوز الأطراف اليمنية لأي مطالب لحل القضية الجنوبية خارج الإجماع الوطني والاقليمي والدولي بالحفاظ على يمن موحد، ولكون القضية الجنوبية في منظور الأحزاب والقوى اليمنية جزء من القضية اليمنية التي يمكن حلها داخل البيت اليمني وكما ورد بمخرجات حوارهم الوطني بموفمبيك صنعاء وقرارات مجلس الأمن ووفق مرجعيات الحل السياسي للأزمة اليمنية التي تجاوزتها طل شواهد ووقائع وتطورات الواقع الجديد القائم اليوم جنوبا وشمالا على حد سواء".
وتابع الداعري "بالتالي فما جدوى مشاركة الإنتقالي في التسوية السياسية اليمنية الشاملة التي تضع السعودية لمساتها الأخيرة وقد بدأت بترويض رئيسه اللواء الزُبيدي على التقارب حتى مع ألد خصوم وأعداء دولة الإمارات بعد لقائه أمس بقيادات بارزة بحزب الإصلاح في الرياض؟!
وقال "شخصيا أبارك هذا التوافق وأتمنى طي صفحة الحروب والصراعات والخلافات في وطني واستعادة الدولة وخدماتها وإنهاء كل التشوهات الطارئة على المشهد".
وختم الداعري منشوره بالتساؤل: هل سيشارك الإنتقالي في تسوية دفن القضية الجنوبية بالرياض؟