لطالما كانت الجزائر داعمة للحركات الانفصالية في العديد من المناطق حول العالم، فدعمها للانفصال لا يقتصر على الصحراء المغربية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل العديد من الحركات الانفصالية في إفريقيا وغيرها من المناطق.
في إفريقيا، دعمت الجزائر حركات التحرر في أنغولا وجنوب إفريقيا، كما كانت من أبرز الداعمين لحركات التحرر في مستعمرات إفريقية أخرى، هذا الموقف الذي يُرتقب، حسب خبراء، أن تدفع الجزائر ثمنه يوما ما، لدورها في تمزيق عدة بلدان في المنطقة.
وفي السياق ذاته، يأتي دعم الجزائر لانفصال الريف المغربي، هذا الموضوع الحساس والمعقد الذي ينضاف لسلسلة التوترات العديدة بسبب قضايا إقليمية مختلفة بين البلدين.
وفي تصريح لـ "أخبارنا"، قالت صريا بن عودة، المتخصصة في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إنه "في عام 1958 بدأت الجزائر في دعم الحركات التي تدعو إلى استقلال أو حكم ذاتي في بعض المناطق في المغرب، بما في ذلك منطقة الريف، على الرغم من أن دعم الجزائر لانفصال الريف كان محدودًا ولم يكن منظمًا بشكل رسمي من قبل الحكومة الجزائرية، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن الجزائر قد دعمت هذه الحركات في سياق الصراع الإقليمي مع المغرب، خاصة في فترة ما بعد الاستقلال، وهو ما يتجدد اليوم وعلنا".
هذا الدعم، تقول المتحدثة، "لم يكن له تأثير كبير على المستوى العسكري أو السياسي مقارنة بتطورات النزاع في الصحراء المغربية، ما جعله نقاشا هامشيا، ولا زال كذلك في الوقت الحالي، حيث لا تشكل الحركة الانفصالية الريفية تهديدًا في المغرب، فالحركات التي تدعو للانفصال ما زالت محدودة في نطاقها وتأثيرها، ويمكن القول إنها لا وزن لها في الشارع المغربي".
وترى المتحدثة أن "استمرار بعض الاحتجاجات في المنطقة لا يمكن تفسيره إلا بسبب الشعور بالظلم والإقصاء الاجتماعي، والحكومة المغربية تواصل التركيز على تنمية المنطقة وتوفير فرص العمل والبنية التحتية".
واعتبرت بن عودة أن "ما شهدناه مؤخرا من تجديد الدعم الجزائري علنا لمن يدّعون أنهم ريفيون وانفصاليون، يجسد استمرار سياسة جزائرية معروفة، نتيجة استمرار نظام العسكر في إحكام سيطرته على البلاد والعباد، ولا يُستغرب أن تأتي هذه الحركة المثيرة للسخرية بعد تولي شنقريحة الوزارة، وفي وقت تبدو فيه نهاية البوليساريو وشيكة، ما قد يدفع كابرانات الجزائر لخلق وهم جديد بدعم انفصاليي الريف، في مناورة جديدة بئيسة".