اللعب نشاط بدني واجتماعي وترفيهي مهم لنمو الأطفال عقليا ووجدانيا وبدنيا بطريقة سليمة وهو حق للأطفال إلى جانب كونه ضرورة تربوية.
ولكن كيف يلعب الأطفال في ظل مناهج مكدسة بكم كبير جدا من المعلومات ويوم دراسي قصير بسبب نظام الفترتين وحصة دراسية معظمها تم استهلاكه في مراجعة التقييمات أو إملائها وهو ما يجعل الطلاب ملزمين بالالتحاق بالدروس الخصوصية لكي يتمكنوا من الإلمام بهذه المناهج ويقضون ما تبقى من وقتهم يتنقلون بين الدروس.
ولا يمكن أن نطلب من أولياء الأمور أن يتخلوا عن طموحهم في حصول أبنائهم على الدرجة النهائية والاكتفاء بتجاوز درجة النجاح فقط حفاظا على صحة الأطفال وحقهم في ممارسة أنشطة تربوية أخرى مهمة ومفيدة كاللعب. لأن هذا الطلب غير تربوي وغير عادل وسوف يعمل على تقليل طموح الطلاب وخفض دافعيتهم وزيادة شعورهم بالتقصير والعجز وانخفاض ثقتهم بأنفسهم.
فما الحل إذا؟
الحل أن يعاد النظر في هذه المناهج مرة أخرى والتي أعدت بشكل نظري بحت بعيدا عن قدرات الطالب وواقع نظام الدراسة في مصر وتضمنت قدرا كبيرا من التحديات يفوق قدرات الطالب المتوسط. والتي يتم التركيز فيها على ضخ كمية كبيرة من المعلومات إلى عقول الطلاب بدلا من التركيز على إكسابهم مهارات البحث والتعلم الذاتي والمستمر.
وحتى لو تضمنت بعض الموضوعات أنشطة للبحث والاكتشاف فإن الوقت المتاح للطالب لممارسة هذا النشاط غير كاف نظرا لتكدس الدروس والمعلومات لذلك يلجأ إلى المساعدة لإتمام هذه العملية.
إعادة النظر في المناهج
وإجمالا يجب إعادة النظر في المناهج لأنها بشكلها الحالي تمثل عبئا على الطلاب ولا تمنحهم الفرصة لاتقان المهارات وتحرمهم من قضاء طفولتهم بشكل إيجابي وهذا ما أكده الواقع.
وينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن المناهج المكدسة هذه أولا لن تفيد الطلاب والأطفال كثيرا لأن المعلومات نظرا لكثرتها لن يستطيع الطالب دراستها بعمق وسينسى معظمها وثانيا سوف تضع كما كبيرا من الضغوط على كاهل الطالب والمعلم وولي الأمر ويصبح التعليم تعذيبا لا تهذيبا.
كاتب / المقال
د. عاصم حجازي
أستاذ علم النفس التربوي المساعد
بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة
0 تعليق