كشفت دراسة حديثة عن قدرة دببة الماء، أو بطيئات الخطو، على تحمل الإشعاع بآلاف المرات أكثر من البشر، وهي ميزة قد تساعد في تطوير تقنيات لحماية رواد الفضاء من إشعاعات الفضاء. يُعد نوع جديد من بطيئات الخطو، يُعرف باسم H. henanensis، من أكثر الكائنات المدهشة في مقاومتها للإشعاع، حيث تمتلك آليات فريدة تساعدها في إصلاح الحمض النووي وتحييد الجذور الحرة الضارة الناجمة عن الإشعاع.
وأجرى الباحثون من المركز الوطني لعلوم البروتين وجامعة شنشي شيويه تشيان تحليلاً على هذا النوع المكتشف حديثًا من بطيئات الخطو. أظهرت النتائج أن 285 جيناً يتم تنشيطها عند تعرض هذه الكائنات للإشعاع، ما يشير إلى دورها الحيوي في البقاء وإصلاح الأضرار الإشعاعية. وقد حددت الدراسة ثلاث آليات رئيسية، من ضمنها جين DODA1 المكتسب من البكتيريا والذي يمكن بطيئات الخطو من إنتاج أصباغ مضادة للأكسدة، تساهم في حماية خلاياها من الإشعاع.
تشمل الآليات الأخرى بروتين TDP1، الذي يصلح التلف الشديد في الحمض النووي، إضافة إلى جين الميتوكوندريا BCS1، الذي يحمي مصدر الطاقة في الخلايا من التلف الإشعاعي. هذه الآليات تمثل كنزًا علميًا لفهم تحمل الكائنات للظروف القاسية، وهو ما قد يُلهم التطبيقات في مجالات متعددة مثل الطب والزراعة واستكشاف الفضاء.
وقد يساهم هذا الاكتشاف في تطوير تقنيات لحماية رواد الفضاء من الإشعاعات القاسية على القمر، مما يعزز من قدرتهم على البقاء. كما يمكن الاستفادة من دببة الماء في تصميم أدوية وتقنيات جديدة تساعد الإنسان على مقاومة الإشعاع، ما يمثل قفزة في علوم التكنولوجيا الحيوية واستكشاف الفضاء.
أخبار متعلقة :