كيف أصبح آدم سميث رمزًا للرأسمالية الأمريكية؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف أصبح آدم سميث رمزًا للرأسمالية الأمريكية؟, اليوم السبت 26 أكتوبر 2024 10:01 صباحاً

- ليس من المستغرب أن يظل الفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث محط أنظار الباحثين والمتخصصين، حتى بعد مرور قرون على رحيله.

 

- فالأفكار التي طرحها، والتي شكّلت حجر الأساس للاقتصاد الكلاسيكي، لا تزال تشكل إطارًا مرجعيًا أساسيًا للفهم المعاصر للأنظمة الاقتصادية والسياسية، سواء أدركنا ذلك أم لا.

 

- وفي حين يتذكره البعض بفضل كتابه "ثروة الأمم" ورؤيته للسوق الحرة و"اليد الخفية"، هناك أيضًا من يستلهم أفكاره الأخلاقية من كتابه الآخر "نظرية المشاعر الأخلاقية".

 

- تعتبر الولايات المتحدة أرضًا خصبة لتأثير أفكار آدام سميث، حيث تجذرت هذه الأفكار بعمق في بنية المجتمع الأمريكي وتشكّلت حولها العديد من التيارات الفكرية والسياسية.

 

 

- تقدم جلوري ليو في كتابها "أمريكا آدم سميث" دراسة مستفيضة لكيفية إعادة صياغة وتأويل أفكار سميث عبر التاريخ الأمريكي، مما يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين الفكر الاقتصادي والواقع السياسي في الولايات المتحدة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- تسعى ليو إلى تجاوز النظرة التقليدية لآدم سميث باعتباره "أب الرأسمالية"، فبدلاً من الاكتفاء بتقديم سرد تاريخي لتأثير سميث، يقوم الكتاب بتحليل نقدي عميق لكيفية استغلال أفكاره من قِبل مختلف التيارات السياسية والاقتصادية، مما يكشف عن تنوّع وتعددية في تفسير أفكاره وتطبيقاتها.

 

- يكمن أحد أهم إسهامات كتاب ليو في تسليطها الضوء على كيفية تطور تفسير أفكار آدم سميث حول المؤسسات بمرور الزمن، وكيف أثرت هذه التطورات في تشكيل النتائج الاقتصادية.

 

- حيث تقدم لنا ليو تحليلاً دقيقًا لتطور استقبال أفكار سميث في أمريكا، مع التركيز على كيفية تأثر هذا الاستقبال بالتغيّرات في المناخ السياسي والاقتصادي.

 

- وقد اكتسب هذا الجانب من فكر سميث، الذي يتناول العلاقة بين المؤسسات والسوق، أهمية متجددة في ظل المناقشات المعاصرة حول التنمية الاقتصادية.

 

- تتميز دراسة ليو بقدرتها المميزة على كشف كيفية استغلال السياسيين والمفكرين من مختلف الأطياف لأفكار آدم سميث لتبرير أيديولوجياتهم ومواقفهم.

 

- ففي بدايات تأسيس الولايات المتحدة، استغل القادة من أمثال توماس جيفرسون أفكار سميث لتعزيز التجارة الحرة وتقليص نفوذ الحكومة المركزية، بينما سعى آخرون إلى دمج فلسفته الأخلاقية في نقاشات حول الرأسمالية والمجتمع.

 

توضح ليو كيف اختلفت تفسيرات سميث على مر العصور: ففي القرن التاسع عشر، تمحور النقاش حول التجارة الحرة، بينما في القرن العشرين برزت تأثيرات مدرسة شيكاغو الاقتصادية، التي ركزت على مبدأ المصلحة الذاتية في أعماله.

 

- تزعم ليو أن آدم سميث، منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين، قد أصبح محل ادعاء من قبل كلا الطيفين السياسي؛ اليمين واليسار.

 

- فقد تبنى المحافظون فكر سميث باعتباره من أشد المدافعين عن محدودية دور الدولة وحرية الأسواق، مستشهدين بتعبير "اليد الخفية" الشهير.

 

 

في المقابل، توضح ليو كيف استند التقدميون واليساريون إلى الأبعاد الأخلاقية لفلسفة سميث ومخاوفه من هيمنة الشركات، مستشهدين بدعمه للتعليم العام والبنية التحتية كدليل على اعتقاده بدور أكثر فعالية للدولة مما يعترف به المحافظون عادة.

 

- يبرز الكتاب أيضًا جهودًا حثيثة لفصل سميث عن "الرأسمالية الليبرالية" التي روّجت لها مدرسة شيكاغو، ويكشف عن إسهامات مفكرين مثل فيرنون سميث وديردري ماكلوسكي في إعادة اكتشاف فلسفته الأخلاقية.

 

- وختامًا، يشكّل كتاب "أمريكا آدم سميث" توثيقًا قيمًا ومعمقًا لكيفية إعادة تفسير أفكار سميث وتوظيفها في الخطاب الأمريكي.

 

- وهو أيضًا يشجع القراء على تجاوز الروايات المبسطة عن سميث، والانخراط بعمق في فهم كتاباته المعقدة وتأثيرها الذي لا يزال حاضرًا في تشكيل الفكر السياسي والاقتصادي الأمريكي.

 

المصدر: جمعية الاقتصاديين المحترفين

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق