وكالة زهوة برس للأنباء

تجربة نمو .. إسبانيا والرحلة من الركود إلى الابتكار

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجربة نمو .. إسبانيا والرحلة من الركود إلى الابتكار, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 11:27 صباحاً

- في أواخر القرن الثامن عشر، بدأت إسبانيا رحلة التصنيع، حيث كانت كتالونيا رائدة في صناعة المنسوجات، في حين برزت بلاد الباسك كمركز لصناعة الحديد والصلب.
 

- وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن النمو الاقتصادي في إسبانيا كان بطيئًا مقارنةً بالدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مما جعل إسبانيا تبدو متخلفة نسبيًا بحلول أوائل القرن العشرين.
 

- ومع منتصف القرن العشرين، تركت الحرب الأهلية الإسبانية آثارًا عميقة على الاقتصاد، حيث أدت السياسات التي تبناها نظام فرانكو إلى تفاقم حالة البلاد الاقتصادية.
 

- نتيجة لذلك، انتهجت الحكومة سياسة الاكتفاء الذاتي، التي اعتمدت على التعريفات الحمائية وتنظيم العملة، إضافة إلى ملكية الحكومة للصناعات الرئيسية.
 

- ومع ذلك، فإن هذه السياسات لم تحقق النمو المطلوب، حيث واجهت البلاد انهيارًا اقتصاديًا وشيكًا بحلول أواخر الخمسينيات.
 

- وفي عام 1959، تم تنفيذ خطة استقرار اقتصادي جديدة قدمها فريق من التكنوقراط، مما فتح الاقتصاد الإسباني على السوق العالمية.
 

- وقد أفضى هذا التغيير إلى ما عُرف بـ "المعجزة الاقتصادية الإسبانية"، حيث حقق الاقتصاد نموًا ملحوظًا بمعدل 6.6% سنويًا بين عامي 1960 و1974، وذلك بفضل الاستثمار الأجنبي وازدهار السياحة وتحويلات المهاجرين.



 

- خلال التسعينيات، استقر الاقتصاد الإسباني مع انخفاض معدلات البطالة وعودة النمو، وذلك بفضل التوسع في قطاع الخدمات والتكامل المستمر مع السوق الأوروبية الموحدة.
 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- ساهمت سياسات الاستقرار الاقتصادي في خفض التضخم وعجز الموازنة، مع بداية خصخصة الشركات المملوكة للدولة. وبحلول عام 1999، انضمت إسبانيا إلى منطقة اليورو، مما أضاف مزيدًا من الاستقرار المالي.
 

- مع دخول القرن الحادي والعشرين، شهدت إسبانيا نموًا قويًا، حيث زاد الاستثمار الأجنبي وتوافدت العمالة المهاجرة للعمل في قطاع البناء.
 

- ومع ذلك، أدت الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى أزمة عميقة في الاقتصاد الإسباني، حيث تأثرت البنوك بشدة جراء انفجار فقاعة الإسكان.
 

- وفي عام 2012، حصلت إسبانيا على حزمة إنقاذ بقيمة 100 مليار يورو لإعادة تمويل بنوكها، مما أدى إلى تطبيق تدابير تقشف وارتفاع معدلات البطالة مجددًا.
 

- اليوم، لا تزال إسبانيا تتعافى من آثار الأزمة المالية، لكنها تحتفظ بمكانتها كاقتصاد رئيسي في أوروبا، حيث يتنوع الاقتصاد ويعتمد بشكل متزايد على الابتكار والطاقة المتجددة.



 

أهم القطاعات الاقتصادية في أسبانيا

الزراعة والموارد الطبيعية


شهدت البلاد زيادة في مساحة الأراضي الزراعية منذ منتصف التسعينيات، خاصة مع توسع الزراعة العضوية واستخدام الري وتحويل الأراضي غير المستغلة.
 

تشكّل الخضراوات والفواكه والحبوب العمود الفقري للإنتاج الزراعي في إسبانيا، حيث تمثل ثلاثة أرباع الإنتاج من حيث القيمة.
 

وتعتبر محاصيل الشعير والقمح الأكثر شيوعًا، حيث تُزرع في مناطق قشتالة وليون والأندلس.
 

وتشمل المحاصيل الأخرى القطن والتبغ وبنجر السكر والزيتون، حيث تُعد إسبانيا من أكبر منتجي الزيتون في العالم.
 

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر زراعة الفاكهة، خاصة الحمضيات، من العناصر الأساسية، كما تلعب زراعة الخضراوات والمكسرات مثل اللوز دورًا مهمًا.
 

أما تربية الماشية، فهي تمثل أقل بقليل من نصف إجمالي الناتج الزراعي، حيث تُربى الدواجن ولحوم الأبقار والضأن.
 

الغابات
 

تغطي الغابات حوالي ثلث مساحة إسبانيا، ومعظمها في جبال كانتابريا، ورغم أن مساهمة الغابات في الإنتاج الزراعي قليلة، فإن المنتجات الغابية مثل الفلين والصنوبر تُعتبر ذات أهمية.
 

الصيد:
 

تمتد السواحل الإسبانية لأكثر من 8000 كيلومتر، مما أتاح لها تاريخًا طويلاً في صناعة الصيد.
 

تعتمد إسبانيا على أساطيلها الكبيرة التي تعمل في المحيطين الأطلسي والهندي، وتتركز موانئ الصيد الرئيسية في الشمال الغربي مثل فيجو وأكورونيا.
 

ورغم تراجع قطاع الصيد في العقود الأخيرة، فإنه لا يزال مكونًا هامًا في الاقتصاد الإسباني.
 

قطاع الطاقة والتعدين


تُعتبر إسبانيا -فيما يتعلق بالتعدين- من الدول الأوروبية الرائدة في إنتاج الفحم والمعادن.
 

ومع ذلك، أدى نقص بعض الموارد واحتياطي الفحم إلى إعادة هيكلة الصناعة لمواكبة التنافس في السوق الأوروبية.
 

وفي مجال الطاقة، لعبت الطاقة الحرارية والكهرومائية دورًا كبيرًا في توليد الكهرباء، إلى جانب توسع ملحوظ في الطاقة النووية منذ الستينيات.
 

ومع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبحت إسبانيا واحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
 

قطاع التصنيع


شهدت الصناعة الإسبانية تحولاً كبيراً مع سياسات التحرير الاقتصادي في ستينيات القرن الماضي، والتي جذبت استثمارات أجنبية ضخمة وساهمت في تنويع الإنتاج الصناعي.
 

تجسَّد هذا التحول بوضوح في صناعة السيارات، التي انتقلت من إنتاج محدود قبل ستينيات القرن الماضي إلى إنتاج أكثر من مليون ونصف المليون سيارة في نهاية الثمانينيات، بفضل شركات عالمية كبرى مثل فورد ورينو وجنرال موتورز.
 

تواصلت وتيرة الإصلاح في التسعينيات بخصخصة المؤسسات الصناعية المملوكة للدولة وتحرير قطاع الاتصالات، مما عزز البنية التحتية الصناعية.

وشجعت الحكومة الشركات الإسبانية على الابتكار والاعتماد على التقنيات المحلية، بدلاً من الاعتماد على التقنيات المستوردة.
 

لطالما سيطرت صناعات الحديد والصلب وبناء السفن على المشهد الصناعي في البلاد، ولكنها بدأت في التراجع في السبعينيات والثمانينيات بسبب التكنولوجيا المتقادمة وارتفاع تكاليف الطاقة.
 

وحلت محلها صناعات جديدة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا، مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والإلكترونيات، مدعومة باستثمارات حكومية ضخمة.
 

القطاع المصرفي


في فترة حكم فرانكو، لعب القطاع المصرفي دورًا محوريًا في دعم النمو الصناعي، حيث سيطرت البنوك على جزء كبير من الاقتصاد.
 

لكن الأمور تغيرت مع تحرير القطاع المصرفي في عام 1974، مما أدى إلى دخول البنوك الأجنبية إلى السوق الإسبانية.
 

ويُعد بنك إسبانيا هو البنك المركزي المسؤول عن إدارة السياسة النقدية والإشراف على البنوك الخاصة في البلاد.
 

بعد انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الاقتصادي والنقدي للاتحاد الأوروبي في عام 1998، أصبح جزءًا من النظام الأوروبي للبنوك المركزية، وأصبح اليورو العملة الرسمية في عام 1999 ليحل محل البيزيتا في عام 2002.
 

النقل والاتصالات


شهد تاريخ النقل في إسبانيا تحولات كبيرة، بدءًا من التحديات التي واجهت السكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر.
 

لكن، مع إطلاق القطارات فائقة السرعة في التسعينيات، عززت إسبانيا مكانتها في هذا المجال. وقد تطورت شبكة الطرق بشكل ملحوظ أيضًا، مما ساهم في تيسير حركة المرور.
 

علاوة على ذلك، تُعد إسبانيا من أبرز الدول في مجال النقل الجوي، مع ازدحام مطاراتها بالملايين سنويًا.
 

تعتمد البلاد على النقل البحري بشكل كبير في تجارتها الدولية، حيث تمر معظم الواردات والصادرات عبر موانئها.
 

في مجال الاتصالات، شهد القطاع تطورًا سريعًا خلال الثمانينيات والتسعينيات، مع تحسن استخدام التقنيات الحديثة.
 

أصبحت إسبانيا في طليعة الدول الأوروبية في هذا المجال، مع زيادة ملحوظة في استهلاك الإنترنت.
 

 

ختامًا يحمل المستقبل آمالًا جديدة لإسبانيا، لا سيّما مع التركيز المتزايد على الابتكار والتحول الرقمي، إضافة إلى تعزيز قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة المستدامة.
 

- مع التحولات المستمرة والجهود المبذولة لتجاوز الأزمات الاقتصادية، يبقى الرهان على قدرة إسبانيا على تجاوز التحديات وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في ظل بيئة تنافسية متزايدة.

 

المصدر: الموسوعة البريطانية

أخبار متعلقة :