أغاني المناسبات..لا جديد منذ سنوات

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغاني المناسبات..لا جديد منذ سنوات, اليوم الأحد 2 يونيو 2024 05:36 مساءً

الملحن حسن دنيا :

ننتظر إبداع الجيل الحالي

بالنسبة لأغنية ليلي مراد.. الخشوع والموسيقي التي قدمها رياض السنباطي فيها وأداء ليلي مراد كان رهيبا والموقف الذي قدمت به الاغنية ان جدها ذاهب للحج كل هذه المؤهلات من موقف وصوت والحان وكلمات صنعت حالة من جيدة جداً. غير أن هذه الاغنية تذاع في الراديو ودائماً تعرض وتذاع في أوقات الحج لذلك بقيت في أذهان ناس كثيرة جدا. أيضاً محمد الكحلاوي قدم أغاني كثيرة جداً "أزورك يا نبي. أعمل ألفين صلاة علي النبي" ومحمد فوزي قدم أغاني جيدة جداً واغاني كثيرة جدا من هذا الجيل. واكيد نحن نتمني الجيل الحالي يقدم شيئاً يظل معنا كهذه الأغاني. وأيضاً الأغاني القديمة نشعر بأنهااكثر مصداقية لكن موسيقا اليوم نشعر أنها كهربا لا تؤثر بالمستمع.

أحمد سعد الدين: 

أزمة كتابة

هذه الأغنية من أربعينات القرن الماضي أي منذ حوالي أكثر من ثمانين عام والي الآن وهي رقم واحد وهذا يعود الي أن أغاني المناسبات سواء التي قدمتها ليلي مراد او محمد الكحلاوي "لأجل النبي" كل هذه الأغاني كان يكتبها أساتذة كبار. لكن الآن مَن يكتب وعن ماذا يكتبون؟؟ وهل الأغاني التي تقدم حالياً تستحق الاستماع؟ فنحن للآن عندما نحن للرومانسية نرجع لأغاني عبد الحليم وأم كلثوم وذلك لأنها مكتوبة ومصنوعة بشكل جيد. أما الآن نتفاعل مع الموسيقا لكن لايوجد قيمة للكلام بشكل كبير فهذه هي المشكلة انه لايوجد من يكتب بشكل جيد ونعاني من أزمة كتابة.

سحر الحسيني:

نعيش علي الذكريات

وقت قصير و نستقبل أيام ترتبط بنا كشعب مصري ارتباطا شديد الخصوصية. خير أيام الأرض. العشر الأوائل من ذي الحجة ووقفة عرفات وأيام الحج المباركة الطيبة. وبتلك النكهة المميزة للمصريين. تأتينا تلك الطقوس الحميمية..وتمتلأ بيوتنا الجميلة بصوت كوكب الشرق منشدة "إلي عرفات الله" تلك القصيدة الرائعة التي غنتها عام 1951 ولكنها كتبت عام 1910 بقلم أمير الشعراء بمناسبة أداء الملك فاروق لمناسك الحج. ولام كلثوم ايضا التحفة الإبداعية "القلب يعشق كل جميل" كلمات محمود بيرم التونسي وألحان السنباطي. وتشاركنا الطقوس منذ زمن أيضا. ليلي مراد "يا رايحين للنبي الغالي" وغنتها في فيلم بنت الاكابر. وكانت من ألحان السنباطي وكلمات ابو السعود الإبياري. إذن نحن نحيا علي ذكريات ولت من أكثر من قرن. تخللها للآن بعض التجارب ولكنها لم تترك ذات الأثر للأسف. هل الاعتياد؟ أم الإفلاس الإبداعي والفني؟ ما الذي يجعلنا نقف هناك حيث الأعمال القديمة التي خصصت للمناسبات سواء الدينية أو الوطنية؟ هل هذا ما وجدنا عليه اباءنا فاتبعناه وفقط؟ أم هي تلك النوستالجيا الخفية التي تجعلنا نستدعي مع هذه الطقوس من كنا نقتسمها معهم لنشتم رائحتهم وتتراءي لنا صورهم وننتشي بذكريات العمر الجميل. ام هو ذلك الافتقار إلي عناصر تقديم عمل فني لا يسقط بالتقادم. عمل فني لا تتنصل منه الايام. الكلمة.. التي تخترق القلب لنرتديها ونمتزج بها الكلمة...التي تخترق القلب لنرتديها ونمتزج بها. أم اللحن الذي ينقل هويتنا ويميزنا. أم تراه الصوت الذي يتغلل للروح دون عوائق. من حق الأجيال المتعاقبة أن تمتلك ذاكرة منفصلة تبدأ عندها تكوين هوية شخصية تخلد وتستمر وتنقل بنفس الجمال والرقي والجودة. من حق الجميع ان يحظي بذلك الجمال المترامي عبر الاجيال بإضافات تناسب مجريات العصر واتجاهات الاجيال.

محمد عبد الرحمن: 

حالة انفصال عن الهوية

لافت فعلا عدم اقدام المطربين علي تقديم اغنيات دينية جديدة. حتي علي مستوي شهر رمضان. ولا يحدث ذلك في رمضان إلا إذا كان ضمن حملة اعلانية وحتي هذا أصبح نادرا. أمر يدل علي انفصال الفنانين عن هوية المجتمع وثقافته وعدم رغبتهم في تقديم أعمال تناسب تلك المناسبات رغم أهميتها وخلودها في حال نجاحها جماهيريا. ويمكن القول أن جزء من المسئولين يقع علي عاتق الشعراء والملحنين حيث غاب عنهم تقديم كلمات والحان يقتنع بها المطرب وربما خوفا من الدخول في المنافسة مع الأغنيات الكلاسيكية الشهيرة.
 
د. عطيات أبو العينين: 

بين الموروث الشعبي والوحدة الوطنية

تنتظر الأمة الإسلامية حدثا كبيرا وشعيرة من أهم شعائر الإسلام وهي الحج إلي بيت الله الحرام فكل عام وأنتم جميعا بخير. عندما تخلق الإبداعات من رحم تفاعل الإنسان مع أحداث فعلية مر بها وأثرت فيه تأثيرا عظيما نتيجة لأنها شحنة ونفحة من نفحات الإيمان تولد عملا خلاقا رائع يلتحم بوجدان الجمهور ويخلد لأنه أصبح يمثل جزءا من وعيه وتاريخه وذكرياته. وهاهي تطن في أذني أغنية يا رايحين للنبي الغالي والتي تعد الشعار الرسمي والشعبي لهذه المناسبة الجليلة. فنتذكر حج الوالد والوالدة والجيران والمحمل وكسوة الكعبة وتلك الرسوم الخاصة بهذه المناسبة والتي يستعد بها أهل الحاج لاستقباله. وهنا نذكر أن الأغنية لم تنجح فقط لجمال صوت ليلي مراد ولكن لتأثرها لعدم استطاعتها الحج بعد سبع سنوات من إشهار إسلامها لارتباطها بفيلم ليلي بنت الأكابر ورفض الاستديو توقف التصوير.كلمات الأغنية لأبوالسعود الأبياري وألحان العظيم رياض السنباطي. ليس فقط هذ العمل الخالد ولكن مثلا فاطمة عيد حاجة يا حاجة للخال الأبنودي وزفة الحجاج. وهنا نتناول وحدة الموروث الشعبي وجماله من العجيب ولكنه ليس بغريب علي المجتمع المصري الذي عرف بوحدته الوطنية حتي في الأعياد الدينية فمن يصدق أن أغنية رايحة فين يا حاجة يا أم الشال قطيفة- راح أزور النبي محمد والكعبة الشريفة جمال لا يفوقه آخر عنما نجد التلاحم في الحج المسيحي رايحة فين يا مقدسة بثوبك القطيفة- رايحة أزور المسيح وأعول الضعيفة. أيضا حج مسيحي إن نويت يا مقدس خد أبيض وشيله- عند بحر الشريعة يا محلي غسيله. حج إسلامي لما نويت يا حاج خد الأبيض وشيله- علي جبل عرفات يا محلي غسيله.. وكما نقول الدين لله والوطن للجميع فإن أغاني الموروث متاحة للجميع بالتغيير والتبديل بيننا جميعا. فالأغنية رسول السلام تسري في عروقنا مسري الدم في العروق فهي تسرقنا من أنفسنا خلسة فإما منا وإما فداء فهل نكون فداء أو نؤذي من كلمات لا تعبر عنا ولا تشحذ الههم ولا تعلو بنا في القمم وتسمو بأنفسنا. أين الأجيال الجديدة والكلمات التي ستجسد هذه الحقبة هل هي تلك التي نسمعها تؤذي مسامعنا أم سنغير دماءنا ونكتب من جديد فعودة للأصالة حتي يلتحم الماضي بالحاضر. فنحن نشعر بنوستالجيا الحنين للماضي. لفقدنا جمال الحاضر فهل من جديد أو تجديد؟

محمد فاروق:

الدراما خطفت حمادة

حقيقة نحن تعودنا علي أن كل ماهو مسبوق بالحب وبالمجهودات الشخصية وبحماس من مقدميها بتقديمها للتاريخ سواء أغاني موالد أو أطفال أو أمهات قدموها بكل مابتعلق بموضوع الفكر علي حسابهم والتاريخ لم ينسي فعندما نقدم شيئاً بحب وجهد لم ينساه لهذا ستبقي هذه الأغاني عايشة وتستمر الي أن ياتي أحد بذات الحب وذات الطاقة وذات الابداع ويقدم أغنية مثلها وهذا لم يحصل في السنين الماضية لأنهم كلهم يفكرون بالعمل وأن مايقدمه يقدمه لنفسه وليس للتاريخ وكلهم دون استثناء فمثلا عمرو دياب قدم تجربة وحيدة وهي فكرة الأدعية في رمضان ولم يكررها مرة أخري..لماذا؟ لأنه ممكن يكون رأي أنها لم تنجح نجاح الأغاني الرومانسية. أيضا هشام عباس رغم نجاحه بأسماء الله الحسني الا أنه لم يقدم تجربة أخري مثلها. فهناك طريقين اما أنه اشتري النجاح الذي حققه فهو غير قادر علي تقديم مايشابهها أو انه خائف من خوض تجربة جديدة وعدم الكسب منها. فنحن سنظل منتظرين من أحد يقدم شيئاً جديداً من غير مقابل ويراهن علي فكرة حب الجمهور له ونجاحه وهذاأصبح نادر الوجود في عالم الفن سواء سينما أو أغاني. واعتقد أن حمادة هلال كان بارع في هذه الناحية الدينية اذ يقدمها بشكل جميل ومؤثر لكن لم اعرف لماذا هو مقل في هذا مؤخراً..ممكن يكون انشغاله بالدراما.

د. صلاح معاطي:

الأغاني الدينية وبناء الوجدان

تحتل الأغاني الدينية بوجه عام وأغاني الحج بوجه خاص أهمية كبرى في تراثنا الديني والإسلامي، حيث تمثل هذه الأغاني والأناشيد محاور التقاء وتواصل بين المسلمين في هذه المناسبات بما تحمله من قيم دينية وأخلاقية تجيش النفس وتحيي الوجدان. حيث تقوم هذه الأغاني والأناشيد بدور في غاية الأهمية في الحفاظ على المناسك والشعائر والتمسك بها بأسلوب غير مباشر وبعيدا عن الوعظ والإرشاد الممجوج، لأنه أولا وأخيرا يستخدم الفن للوصول إلى قلب وعقل المستمع والمشاهد.، ومازلنا حتى الآن نعتمد على الأغاني القديمة مثل إلى عرفات الله، يارايحين للنبى الغالى، هنيالكم وعقبالى.. ومن الأغانى الشعبية.. رايحة فين ياحاجة، ياأم الشال قطيفة..، رايحة أزور النبى محمد والكعبة الشريفة.. وكأن المخيلة العربية والإبداع المصري والعربي قد فرغ من الفنانين والمبدعين، فلم يعد يأتي بجديد ولم يعد هناك من يتناول هذه الأغاني لكي يعبر عن مناسباتنا الدينية بشكل أو بآخر ، فبعد عمالقة الكتابة في الشعر والأغاني الدينية كطاهر أبو فاشا وعبد الفتاح مصطفى وعبد السلام أمين وغيرهم من كتب لأصوات أكثر من رائعة في الأداء الديني الرائع بداية من أم كلثوم وسعاد محمد وليلى مراد ونجاة وياسمين الخيام وغيرهم، وملحنين تأثروا بهذه الكلمات فلحنوا ألحانا مازالت تعيش في وجداننا أمثال رياض السنباطي وعبد العظيم عبد الحق وبليغ حمدي وأحمد صدقي.. الأمر يحتاج لوقفة حقيقية لمواجهة هذه الأزمة، وأقول بكل صدق وصراحة إن ما يقابل الدراما من مشكلات ومعاناة تؤدي إلى تراجعها وهبوطها بشكل كبير هو نفسه ما يقابل الأغاني بشكل عام والأغاني الدينية بشكل خاص، وأول هذه المشكلات عدم وجود آلية منتظمة ومعروفة لاكتشاف المواهب في التأليف أولا ثم في الأصوات التي تناسب هذه الموضوعات، وأقول بكل تأكيد إن هناك من يكتب ولدينا أصوات جديدة رائعة لكنها لا تعرف الطريق الذي تسلكه لتقديم نفسها، أو لا تجد من يأخذ بيدها لتقديمها بالشكل اللائق، ثانيا: انتشار الغربان في دروب العنادل لا يعطي  الفرصة للعندليب أن يغني ويطرب، فيبتعد إيثارا للسلامة، معطيا الفرصة للغربان أن تنعق كما يحلو لها.. وبالتالي لا نجد ما يتفق مع مناسباتنا الدينية وشعائرنا فنعيد ونكرر القديم، أتمنى من كل قلبي ووجداني أن يتم الاهتمام بالدراما أولا وبالأغاني ثانيا وخاصة الأغاني الدينية كمشروع قومي لا  يقل أهمية عن أي مشروع تنموي ، فبناء الوجدان من أهم الأشياء التي تبني الإنسان.   
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق