نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القابلة الأجنبية في برامج الواقع العربية, اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 12:25 صباحاً
نشر بوساطة بدر بن سعود في الرياض يوم 07 - 11 - 2024
توجد سيناريوهات متعددة لتفسير الشعبية الواسعة لتلفزيون الواقع في الألفية الثالثة، أبرزها يحيل لإضراب كتاب هوليود في الفترة ما بين عامي 2007 و2008، وأن التوقف عن إنتاج النصوص المكتوبة في تلك الأيام زاد من توجه المنتجين إلى الارتجال والتلقائية، والعمل بدون (سكريبت)، وبأسلوب ال(دراي رن) السريع قبل التصوير، وتلفزيون الواقع يمثل أرضًا مثالية لذلك..
منصة نتفليكس عرضت مؤخرا برنامجا عربيا جديدا ولافتا لتلفزيون الواقع وباسم (لاف إز بلايند حبيبي)، والبرنامج يقدمه زوجان سعوديان يعملان في مجال التمثيل، وتقوم فكرته على الارتباط بشخص بمجرد تبادل الكلام معه من وراء حجاب، ومن ثم مشاهدته في الواقع وفي مواقع خارجية، وتكون النهاية بالاتفاق أو الاختلاف على الزواج الشرعي، أو بواسطة مأذون الأنكحة، وشاركت في البرنامج سعودية من أم عربية، أو هكذا قدمت نفسها، وهذه الشابة وافقت على الزواج من لبناني ولد وعاش لفترة في السنغال، وكلاهما يتكلم الفرنسية، ولا يوجد خليجيون آخرون، ومعظم أحداث البرنامج صورت في مدينة خليجية لديها سوابق في هذا النوع من البرامج.
البرنامج وبمجرد عرضه دخل في قائمة أكثر عشرة برامج مشاهدة في المملكة، ولا بد من الإشارة إلى وجود نسخة بريطانية ويابانية مماثلة، وإلى أنه بدأ في أميركا التي صورت منه سبعة مواسم، والمعنى أنه برنامج معرب، وجاء من ثقافة مختلفة، ما يفسر بعض المواقف المرتبكة في النسخة العربية، ولعله يعتبر محترماً جداً، وخصوصاً عند مقارنته ببرنامج عربي مشابه، يعرض على منصة يوتيوب وحدها، وله موسمان، وهو (قسمة ونصيب)، والثاني لا تقل أرقام المشاهدات لكل حلقة فيه عن مليون، وتصل بعض حلقاته إلى 11 مليونا أو يزيد، وكمية الابتذال الموجودة في مشاهده لا توصف، ولا تناسب صغار السن، إلا أن يوتيوب لم تهتم بتصنيفه لمن هم فوق 18 عاماً، مثلما تفعل مع أشباهه.
تلفزيون الواقع ظهر للمرة الأولى في أميركا، وتحديدا في سبعينات القرن العشرين، وعن طريق برنامج اسمه (العائلة الأميركية)، وقد كان يتابع التفاصيل اليومية لحياة عائلة أميركية من الطبقة المتوسطة، ونتيجة لجماهيريته العالية فقد تم في 1974 استنساخ برنامجين منه، الأول بريطاني والثاني أسترالي، والقالب الذي تعمل عليه هذه البرامج استمر محصورا في الدول الانغلوسكسونية، ولم ينتقل لغيرها إلا في التسعينات الميلادية، وفي ذلك الوقت عرفته فرنسا الفرانكوفونية من خلال برنامجي (المفقودين) المهتم بعمليات البحث والإنقاذ المكثفة، ومعه (الشاهد رقم واحد) الذي يقوم على فكرة الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين.
الأعجب أن انطلاقته الأهم، وبالنموذج المعروف عنه، كانت في هولندا عام 1999 ومن خلال برنامج الأخ الأكبر أو (بيغ براذار)، ومشاهداته العالية وغير المعتادة ساهمت في تصدير نسخه لأكثر من 70 دولة، وهو ما جعل برامج تلفزيون الواقع، ذات الكلفة المنخفضة، مصدراً مهماً للإيرادات التلفزيونية العالية، في بدايات الألفية الحالية، وبالأخص في مواد الترفيه والمنوعات حول العالم.
توجد سيناريوهات متعددة لتفسير الشعبية الواسعة لتلفزيون الواقع، في الألفية الثالثة، أبرزها يحيل لإضراب كتاب هوليود في الفترة ما بين عامي 2007 و2008، وأن التوقف عن إنتاج النصوص المكتوبة في تلك الأيام زاد من توجه المنتجين إلى الارتجال والتلقائية، والعمل بدون (سكريبت)، وبأسلوب ال(دراي رن) السريع قبل التصوير، وتلفزيون الواقع يمثل أرضاً مثالية لذلك، وبحسب ما نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية، فإن الإضراب قاد منتجي المشاريع التلفزيونية، التي تعتمد على الكتابة، إلى العمل في تلفزيون الواقع لأنه أقل تكلفة، وأسرع في الإنتاج، ولأن استمرار البث فيه لا يتوقف على ما يكتب، وخرج حينها البرنامج المعروف (كيبينغ أب وذ ذا كارديشيانز).. واستنادا لأرقام منظمة (فيلم إل ايه) الأميركية غير الربحية، فإن كتاب التلفزيون عندما عادوا إلى الإضراب في 2023 حدث العكس تماما، وتراجع إنتاج تلفزيون الواقع بنسبة 75 %، ما بين شهري أبريل ويونيو من ذات العام، مقارنة بالأشهر نفسها في 2022، وإلى 50 % عند مقارنته بمتوسط الأعوام ما بين 2018 و2022، وبعض أهل الإعلام -وأضم صوتي لهم- يعتقدون أن (هبة) تلفزيون الواقع في طريقها إلى الزوال تدريجياً، وربما فتحت الطريق لقادمين جدد، يأتي بهم الذكاء الاصطناعي وتقنية الميتافيرس.
ولادة تلفزيون الواقع، على المستوى العربي، تمت بواسطة قابلة أجنبية، أو بمعرفة برنامج (ستار أكاديمي)، وما أكثر القابلات الأجنبيات في البرامج العربية الواقعية بأنواعها، كتلفزيون الواقع والمسابقات التلفزيونية وبرامج ال(توك شو)، وتوجد منصات في السوشال ميديا قائمة على هذا المحتوى الواقعي، ومن أمثلتها: (سناب شات) و(تيك توك)، ويجوز أن الجمود الفكري والإبداعي الفني والتقني الموجود في المنطقة العربية بما فيها المملكة ومعها (عقدة الخواجة) هما من تسببا في البحث عن هذه الحلول السهلة، ولا أريد أن أدخل في تقييم المحتوي الواقعي المحلي، حتى لا أخسر احترامي لبعض الشخصيات القائمة عليه، وللمعلومية متوسط إيرادات إعلانات المحتوى التلفزيوني الواقعي لا تقل عن 15 مليون ريال، أو ما يعادل أربعة ملايين دولار، والسابق لا يدخل فيه عوائد اتصالات من يصوتون أو يشاركون في برامجه، وما يقدمه هؤلاء يتجاوز قيمة الجائزة الكبرى في هذه البرامج وبما يصل إلى عشرين ضعفاً على الأقل.
0 تعليق