القاهرة: «الخليج»
قالت د. ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن تأثيرات التغيرات المناخية وخطط مواجهتها، تفرض عبئاً ثقيلاً على ميزانيات الدول، مشيرة إلى أن التقارير الدولية تكشف أن احتياجات البلدان النامية من أجل التكيف مع التغيرات المناخية تبلغ 360 مليار دولار سنوياً حتى العام 2030.
وأوضحت أن التكيف يعد ركيزة أساسية للجميع، وتمتد تأثيراته على الأرواح وتؤثر في العيش بشكل أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، حيث تتضح تأثيرات تغير المناخ جلياً في العديد من دول العالم.
وأضافت د. ياسمين فؤاد، خلال مشاركتها في اجتماع المائدة المستديرة رفيعة المستوى بمؤتمر المناخ «كوب 29»، المنعقد حالياً في أذربيجان، أن تقرير اللجنة الاقتصادية لإفريقيا للعام 2023، أوضح أن التأثير السلبي لتغير المناخ، وخاصة في قطاعات كالزراعة والطاقة والمياه والنقل والنظم الإيكولوجية، من المتوقع أن يكلف البلدان الإفريقية ما يقرب من 5% من ناتجها المحلي الإجمالي سنوياً.
وأكدت وزيرة البيئة، في اجتماع المائدة المستديرة، الذي عقد تحت عنوان «تحويل الطموح إلى عمل: زيادة تمويل التكيف لتحقيق الهدف العالمي بشأن التكيف»، ضمن الوفد الرسمي المصري المشارك في المؤتمر أن «التكيف» يعد جزءاً لا يتجزأ من الاستجابة العالمية لتغير المناخ، ويشكل أولوية قصوى للدول النامية، وخاصة الإفريقية، حيث يؤثر تغير المناخ بشكل مباشر في حياة البشر وجميع جوانب النشاط الاقتصادي.
وأشارت الوزيرة إلى أنه لرفع التكيف إلى مستوى أعلى من الاهتمام، لا بد من إعطاء الأولوية لدمج اعتبارات التكيف في جميع الأطر والإجراءات، مع وضع أهداف تكيف واضحة وقابلة للقياس وشفافة، كما يتم في التخفيف، حيث يعد التكيف من الموضوعات التي تحتاج بشكل مُلح للدعم، وتتطلب مزيداً من الموارد الفنية والمالية، وتعزيز التنسيق مع مختلف أصحاب المصلحة.
ولفتت إلى أن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتغير المناخ «كوب 29»، يمثل فرصة فريدة لتحقيق تحول ذي مغزى في التكيف، من خلال الاتفاق على التزامات قوية ومحددة زمنياً، لسد فجوة تمويل التكيف في البلدان النامية.
وأشارت إلى مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، الذي لم يركز فقط على ترتيبات التمويل الخاصة بمعالجة الخسائر والأضرار المرتبطة بتغير المناخ، بل تم إطلاق «أجندة شرم الشيخ للتكيف»، والتي تتضمن 30 هدفاً عالمياً حول التكيف مصممة لتسريع التحول عبر خمسة أنظمة وهي: الغذاء والزراعة، والمياه والطبيعة، والسواحل والمحيطات، والبنية الأساسية البشرية، والمستوطنات.
وثمنت د. ياسمين فؤاد، دور صندوق المناخ الأخضر وصندوق التكيف، في دعم البلدان النامية، حيث لعبا دوراً كبيراً وحاسما ًفي مواجهة التغيرات المناخية، على الرغم من محدودية الموارد المتاحة لهاتين الآليتين، مما يحد من قدرتهما على تكرار وتوسيع نطاق المشاريع الناجحة التي يتم تنفيذها، لافتة إلى دور بنوك التنمية المتعددة الأطراف والدعم المقدم من خلالها لقطاعات مثل الزراعة وإدارة المياه وغيرها.
وأكدت الوزيرة أهمية العمل على توسيع نطاق تمويل التكيف الذي يساعد في الحد من تكاليف الخسائر والأضرار، وتوفير الضمانات للدول النامية لتكون قادرة على إطلاق العنان لإمكاناتها في مجال التخفيف، كما يسمح بنهج أكثر انسيابية وتنسيقاً لضمان التكامل بين التكيف والتنمية، الذي هدفت إليه أجندة شرم الشيخ للتكيف، التي تدعو لحشد الدعم والتنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومات.