كشفت تقارير إخبارية أمريكية، أمس الجمعة، أن إيران قررت استهداف مواقع عسكرية في إسرائيل، رداً على هجوم الأخيرة على عدد من منشآت عسكرية قرب طهران ومحافظتين أخريين، فيما أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن الهجوم الإيرانيّ قد يأتي من العراق خلال أيام بمئات المسيّرات والصواريخ البالستية، في وقت ألمحت إيران لإمكان زيادة نطاق صواريخها البالستية وتغيير عقيدتها النووية، في حين بحث وزير الدفاع الأمريكي خفض التصعيد الإقليمي مع نظيره الإسرائيلي.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمر مسؤوليه العسكريين بالتحضير لهجوم انتقامي، يستهدف مواقع عسكرية في إسرائيل. وذكرت مصادر مطلعة أن خامنئي وجه بوضع خطط للهجوم المرتقب، بعد اطلاعه على مدى الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية. وأضافت «نيويورك تايمز» أن خامنئي، نظراً لعدد القتلى وحجم الهجوم الإسرائيلي، قرر الرد لتجنب الظهور بمظهر «المهزوم». وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإيرانيين يعدون قوائم محتملة للأهداف العسكرية الإسرائيلية. وسبق أن هدد الإيرانيون بتنفيذ ردٍّ «قاسٍ» بعد الضربات الجوية الإسرائيلية في 25 أكتوبر الماضي، التي تم تنفيذها رداً كذلك على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر. وأكد مسؤولون إيرانيون أن رد طهران لن يأتي إلا بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر، رغم انتشار أخبار أخرى تفيد أنه قد يقع قبل الانتخابات. ومع ذلك، قالت مصادر تحدثت إلى «نيويورك تايمز» إن إيران ستؤجل الأمر إلى ما بعد الانتخابات، خوفاً من أن تؤدي التوترات المتزايدة إلى تعزيز فرص الرئيس السابق دونالد ترامب ضد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إسرائيلية أن طهران تخطّط لتنفيذ هجوم على إسرائيل من العراق، خلال الأيام المقبلة، باستخدام مئات المسيّرات والصواريخ البالستية. وذكر تقرير لموقع «واللا» الإلكتروني، أمس الأول الخميس، أن «إيران تخطّط لتنفيذ هجوم ضد إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة»، نقلاً عن مصدرين إسرائيليين، لم يسمّهما.
وذكرت القناة الإسرائليية 12، أن «منظومة الأمن الإسرائيلية، تقدّر بأن إيران ستردّ على الهجوم الإسرائيليّ». وذكرت المصادر، التي نقل عنها «واللا»، أنه «من المتوقع أن يتم تنفيذ الهجوم، باستخدام مئات الطائرات بدون طيار، والصواريخ البالستية». وأضافت أن إيران «ترغب في تنفيذ الهجوم عبر الفصائل المسلحة الموالية لها في العراق، في محاولة لتجنب هجوم إسرائيلي آخر على الأراضي الإيرانية».
وكانت إيران قد توعدت مجدداً، الخميس، برد «قاس» على الهجوم الذي شنته إسرائيل الأسبوع الماضي، على عدد من منشآتها العسكرية، وفق ما أورد الإعلام المحلي. وقال محمد محمدي كلبيكاني مدير مكتب المرشد الإيراني، إن «ما قامت به إسرائيل أخيراً، عبر مهاجمة أجزاء من بلادنا، كان خطوة يائسة، ستردّ عليها إيران، رداً قاسياً يجعل (إسرائيل) تندم»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» للأنباء.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية ليل الخميس إن وزير الدفاع لويد أوستن ناقش «فرص خفض التصعيد الإقليمي» مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي. وجاء في بيان للوزارة أن أوستن «استعرض أيضاً الخطوات التي تتخذها إسرائيل والتي ينبغي أن تستمر في التحسن لتعزيز الأوضاع الإنسانية المزرية في غزة، وآفاق التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار».
في غضون ذلك، قال كمال خرازي مستشار المرشد الأعلى الإيراني في تصريحات صحفية أمس الجمعة إن طهران من المرجح أن تزيد نطاق صواريخها البالستية. وأضاف أنه من الممكن أيضاً تغيير عقيدة إيران النووية إذا واجهت الأمة تهديداً وجودياً.(وكالات)
0 تعليق