دمشق-سانا
أقام فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب ندوة أدبية بالمركز الثقافي في أبو رمانة بعنوان دور التربية والثقافة والإعلام في حماية الهوية الوطنية ركزت على الأسس المكونة للهوية والانتماء، وأهمية التمسك بها وحمايتها بمشاركة عدد من الباحثين والإعلاميين.
مدير تربية ريف دمشق الباحث الدكتور عبد الحليم اليوسف أشار إلى أن المدرسة كانت المصدر الأول للمعرفة وتجسيد القيم والانتماء والتمسك بالهوية، وذلك حتى بدايات القرن العشرين، فكان المعلم المصدر الرئيس لتوزيع المعرفة وكان للمنزل دور كبير إلى أن برز دور الإعلام وأصبح منافساً، ولا سيما بعد تطوره الآن ووصوله إلى تقنيات بات الآخر يسعى لإلغاء هويتنا وانتمائنا فيها.
ولا بد بحسب اليوسف من متابعة حماية دور المنظومة التربوية في ترسيخ القيم وحب الفرد لوطنه والانتماء له وتذكية التعاون بين أبناء الوطن والتساوي بينهم والتضحية من أجل الوحدة الوطنية وتعزيز دور المواطن في حماية الهوية الوطنية والارتقاء فوق الانتماءات الفرعية ودعم الاقتصاد الوطني والتاريخ المشترك والرموز الوطنية.
وركز الدكتور الباحث هاني الخوري على ارتباط الهوية باللغة والثقافة والانتماء للوطن والسعي لتفوق الهوية السورية والوقوف بوجه استهدافها من قبل الإعلام الغربي، مبينا أهمية السردية الوطنية في الثقافة التي تقدم كل من يتمسك بهويته على غيره وتحقيق المواطنة وصنع حراك ثقافي لاستعادة الواقع السوري لغنى المكونات الاجتماعية وتسريع البناء وايقاف الانهيار الأخلاقي وانهيار القيم الناتج عن الحرب ونتاجها.
وبين الخوري ضرورة محاربة الوصولية والاعتراف بتميز الهوية السورية ودورها في ثقافة الشرق وتفوق الحضارة في سورية وعراقتها نسبة للحضارة الغربية التي تتآكل اليوم وتضعف أمام الحضارات الشرقية الإنسانية والمهنية والابداعية في التعلم والتعدد الثقافي وعدم الاستسلام لأزمة العشائرية والمناطقية والتشكيك بالإنجاز الوطني والميل للاعتزاز.
وفي محورها، أوضحت الإعلامية الباحثة مديرة قناة دراما الفضائية أنسام السيد أنه من الضروري أن يأخذ الإعلام دورة في حماية الهوية والانتماء من خلال الأنشطة وزيارة الأماكن الأثرية والتراثية وثقافة الأصالة والانفتاح بشكل حذر على عولمة العصر والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز الوعي الثقافي وتعزيز من خلالها فكرة الانتماء والمواطنة بتركيز كبير على الجيل.
وتابعت السيد: إنه من أولويات الإعلام هو الدفاع عن الأرض والهوية والتمسك بالتاريخ والسلوكيات الصحيحة والرموز ومواجهة دسائس التكنولوجيا الحديثة والتركيز على البرامج الثقافية ودعم المؤسسات التربوية في حماية الهوية والانتماء، إضافة للسياحية والثقافية والتخلي عن إعلام المتعة وضياع الوقت، فسلاحنا هو أن نحمي هويتنا وانتماءنا ونتذكر دائماً من مات شهيداً من أجل ذلك.
رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة والحوار شدد على وجوب التمسك بالقيم والأصالة وعدم ترك المنظومات الالكترونية الحديثة لتمرر محاولات إلغاء الهوية التي تحمي شخصية المجتمع، وعلى ضرورة حماية الثقافة الأصيلة التي تدل على تاريخنا العريق وقوة حضورنا الاجتماعي الذي يحاربه الكيان الصهيوني ومن معه.
وقدم المشاركون رئيس المركز الثقافي عمار بقلة ومنسق بحوث الرأي العام بكور العاروب والأدباء عماد نداف مقرر جمعية القصة في اتحاد الكتاب وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الأرقم الزعبي وغيرهم مداخلات أغنت الحوار.
شذى حمود
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
0 تعليق