بقلم : السيد المهدي الشريف *
حلم رادونا نحن الأجيال التي باتت قاب قوسين أو أدنى من مرحلة الكهولة، ومازال الحلم يداور مكانه، بحثا عن المستقبل الموعود واليوم المشهود الذي تتكتل فيه الدول المغاربية قاطبة، من ليبيا إلى المغرب، وصولا إلى الجزائر وتونس، مرورا بموريتانيا.
في الحقيقة استشراف الأوضاع الدولية والمتغيرات الطارئة عليها باستمرار، يجعلنا نحيي هذا الحلم المشروع، في بعثه من جديد والدفع نحو التعجيل به، بعيدا عن اختلاف الرؤى بين الدول الأعضاء، كون المنتفع الأول من هذا المشروع العقلاني، سيكون له بالغ النفع على الشعوب أولا، والدول والأوطان ثانيا، والمنطقة التي ننتمي إليها ثالثا.
فبلغة السياسة يجب أن يكون لنا تأثير وجهود في صناعة وهندسة السياسات الدولية، التي باتت تتجاهل الدول الضعيفة والمجتمعات الهشة، وبلغة الاقتصاد لا يمكننا أن نبني اقتصادات قوية دون توافقات عملية بين الدول الأعضاء، وبتعبير أدق من يخرج عن هذا التفكير سيعمل على تأخير دولته في مواكبة التطور الهائل الذي تعيشه الاقتصادات والدول الكبرى، وبمنطق العقل والجانب الأخلاقي سنكون تحت وطأة الذم والتساؤلات الملغومة للأجيال المستقبلية! إن لم نساهم في صناعة مستقبل يحفظ وجودها وكرامتها ومساهمتها، في تثبيت فاعليتها على المستوى الإقليمي والدولي .
هذا المقال يتحدث عن التوافق المغاربي والمستقبل الليبي، لأن ليبيا تعيش مرحلة حرجة تجتهد في الخروج منها بأقل الأضرار، والشكر هنا موصول لكل الأشقاء الذين ساهموا ولا يزالون يمدون يد العون للشعب الليبي ووطنه المكلوم، وعلى رأسهم المغرب العزيز والشقيق الذي لم يتوان في دعم لقاءات النهوض بليبيا وإيجاد الحلول اللازمة لأزمتها المعاشة.
قلت أن هذا التوافق لا شك أنه يصب في مصلحتنا الوطنية، والتي تحتاج لتوافقات مغاربية تلقي بضلالها على المشهد الليبي، فلهذا نجتهد كتجمع للأشراف من أجل السلام في بعث هذه الفكرة، آملين أن تلقى آذان صاغية وعقولا واعية وأنفس بهية لإحياء هذا الحلم المشروع للمنطقة ككل، شعوبا وحكومات، والمسؤول الأول عن هذا الطموح يكمن في النخب السياسية والقيادات الدينية والنقابات والأحزاب والجمعيات وتحريك الشارع للتفكير مليا في المستقبل المحتوم الذي ينتظرنا، وإن غدا لناظره قريب.
* الأمين العام لتجمع الأشراف من أجل السلام في ليبيا