نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بدء هدنة «وقف النار» في لبنان, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 11:49 مساءً
نشر في الرياض يوم 28 - 11 - 2024
الاحتلال يهاجم عناصر من الحزب.. ومدنيون يعودون إلى الجنوب
تحذيرات من عودة النازحين.. وقصف معابر على حدود سورية
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء بعد أن وافق الجانبان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا في انتصار نادر للمساعي الدبلوماسية في منطقة تعصف بها الحرب منذ أكثر من عام. وقال الجيش اللبناني في بيان إنه يستعد للانتشار في الجنوب. والجيش مكلف بالمساعدة في ضمان صمود وقف إطلاق النار. كما طلب الجيش من سكان القرى والبلدات الحدودية تأجيل عودتهم إلى منازلهم لحين انسحاب الجيش الإسرائيلي من هناك. ومع صمود وقف إطلاق النار إلى حد كبير صباح الأربعاء، قالت إسرائيل إنها حددت هوية عناصر من "حزب الله" كانوا عائدين إلى مناطق قريبة من الحدود وفتحت النار لمنعهم من الاقتراب.
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء قتال عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي. ويمثل الاتفاق إنجازا كبيرا للجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة في أواخر أيام إدارة الرئيس جو بايدن.
عودة النازحين
تدفقت سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب وحتى الأثاث باتجاه الجنوب عبر مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان، والتي تعرضت لقصف عنيف في الأيام الأخيرة قبل وقف إطلاق النار. وتصاعدت حدة القتال منذ شهرين، مما أجبر مئات آلاف اللبنانيين على النزوح من ديارهم. ولوحت بعض السيارات بالأعلام اللبنانية وأطلقت سيارات أخرى الأبواق مع بدء عودة الناس إلى ديارهم التي فروا منها. وصار الكثير من القرى التي من المحتمل أن يعود إليها الناس مدمرا. لكن بعض الأسر النازحة قالت إنها تستأجر مساكن بديلة مما يشكل ضغطا ماليا عليها وتأمل في تجنب دفع الإيجار لشهر آخر. وقال بعض النازحين إنهم ما زالوا يخشون العودة.
وقف القتال
أعلن بايدن الثلاثاء من البيت الأبيض عن وقف إطلاق النار بعد وقت قصير من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق بأغلبية 10 أصوات مقابل صوت واحد. وقال إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وأضاف أن القتال سينتهي في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقال بايدن "هذا الاتفاق تمت صياغته ليكون وقفا دائما للأعمال القتالية... لن يُسمح لما تبقى من حزب الله والمنظمات الأخرى بتهديد أمن إسرائيل مجددا". وأضاف بايدن أن إسرائيل ستسحب قواتها تدريجيا على مدى 60 يوما مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود مع إسرائيل لضمان عدم بناء حزب الله بنيته التحتية هناك مجددا.
بسط السلطة
قال المسؤول بالجماعة حسن فضل الله لقناة الجديد التلفزيونية اللبنانية إن "حزب الله" يدعم بسط الدولة اللبنانية لسلطتها لكنه في الوقت نفسه سيخرج من الحرب وهو أقوى. وقال فضل الله، وهو نائب عن "حزب الله" في مجلس النواب اللبناني، "نحن حريصون دائما على جيشنا الوطني وعلى قوته وتماسكه وهو موجود في الجنوب ويعزز انتشاره وهو السلطة الرسمية ونحن مع بسط سلطة الدولة". وأضاف "حزب الله سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة والمقاومة باقية.. سيكون هناك آلاف مؤلفة التي ستنضم للمقاومة.. نزع سلاح المقاومة كان طرحا إسرائيليا وسقط".
تحذيرات من العودة
وجّه جيش الاحتلال فجر الأربعاء إثر بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين "حزب الله"، تحذيرا إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم أو الاقتراب من مواقعه في هذه المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر حسابه في منصة إكس "إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان: مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وبناء على بنوده يبقى الجيش الإسرائيلي منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان. يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة".
قصف ثلاث معابر
قال وزير النقل اللبناني علي حمية إن ضربات إسرائيلية استهدفت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء المعابر الحدودية الثلاثة بين شمال للبنان وسورية للمرة الأولى. وقال حمية إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الطرق قد قطعت نتيجة للضربات. وكانت الغارات الإسرائيلية على المعابر الشرقية للبنان في الأسابيع القليلة الماضية قد أدت بالفعل لإغلاق تلك الطرق المؤدية إلى سورية. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن أربعة مدنيين وجنديين قتلوا، وأصيب 12 شخصا بينهم أطفال ونساء وعاملون في الهلال الأحمر السوري.
القرار 1701
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن وقف إطلاق النار هو "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان". وقال في بيان إنّ "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار... يُعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم"، مجددا "تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان".
لحظة تاريخية
أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن "لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي". وقال بري ، في كلمة متلفزة، إن "الحرب أظهرت وجه لبنان الحقيقي في التلاحم والوحدة الوطنية"، وتابع: "نشكر كل من ساهم في وقف إطلاق النار". وأكد بري "أننا نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شعبه وتاريخه" ، مناشدا "كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة". ودعا بري النازحين للعودة إلى أرضهم.
ترحيب دولي
لقي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله" والذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء ترحيبا دوليا واسعا.
فاعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن الاتفاق سيحمي إسرائيل من تهديد "حزب الله" ، ويوفر الظروف "لهدوء دائم". وقال بايدن وماكرون في بيان مشترك "إن الإعلان سيوقف القتال في لبنان ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان". وأضافا أن من شأن هذا الاتفاق أن "يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق".
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس الأميركي دوره "في التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار". وأبلغ نتنياهو بايدن في اتصال هاتفي بأنه يقدّر له "تفهّمه بأنّ إسرائيل ستبقي على حرية التحرك في تطبيقه"، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وأضاف "إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلح، سنهاجم"، مشيرا الى أنّ "مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإذاعة فرانس إنفو "يجب أن تفسح القوة المجال للحوار والمفاوضات. وقد تحقق هذا الآن في لبنان، ويجب أن يحدث في أقرب وقت ممكن في قطاع غزة".
وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس، الأربعاء إن الحركة "تقدر" حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه وتأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة.
ترحيب
ورحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك باتفاق وقف إطلاق النار، واصفة إياه ب"شعاع من الأمل للمنطقة بأكملها".
وقالت في بيان إن "الناس على جانبي الحدود يريدون العيش في أمان فعلي ومستدام"، معتبرة أن الاتفاق هو "نجاح للدبلوماسية".
ورحّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء الثلاثاء باتفاق وقف إطلاق النار "الذي طال انتظاره" بين إسرائيل ولبنان، معتبرا أنّ من شأن هذه الهدنة أن "توفّر قدرا من الارتياح للسكان المدنيين" في كلا البلدين. ودعا ستارمر إلى "تحويل الهدنة إلى حلّ سياسي دائم في لبنان".
ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالاتفاق، ووصفته بأنه "نبأ مشجع للغاية"، وسيعزّز "الأمن الداخلي والاستقرار" في لبنان. ورحّبت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت بالاتفاق، معتبرة أن ضمان استدامته يتطلّب "الكثير من العمل".
واعتبرت وزارة الخارجية السويسرية أن "الوقت حان لوضع حد لمعاناة المدنيين"، داعية "كل الأطراف الى احترام القانون الدولي وجعل الدبلوماسية أولوية للتوصل الى تهدئة في كل المنطقة". كما اعتبر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن وقف إطلاق النار هو "أمر جيد"، معتبرا أنه "من الضروري أن تعمل كل الأطراف من الآن على تهدئة الوضع وإتاحة عودة المواطنين على جانبي الحدود الى منازلهم بكل أمان".
وأعلنت تركيا أنها "مستعدة لتقديم الدعم اللازم للبنان" بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها "ترحب بالنتيجة الإيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان وتأمل أن يكون دائما".
تحذيرات من عودة سكان البلدات الحدودية (ا ف ب)