جددت إيران، أمس الأحد، تأكيدها حتمية الرد على الهجوم الإسرائيلي، فيما حذرت واشنطن طهران من أنها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا هاجمتها مجدداً، في وقت كشف الجيش الأمريكي أن قاذفات «بي 52» وصلت إلى الشرق الأوسط، بينما توعدت إسرائيل العراق في حال قيام إيران بشن هجوم من أراضيه.
واعتبر قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي «أن جبهة إيران وحلفائها ستجهّز نفسها بكل ما يلزم لمواجهة إسرائيل والانتصار عليها»، وتوجيه رد قاسٍ. وأضاف في كلمة في الذكرى 45 لاقتحام الطلبة مقر السفارة الأمريكية في طهران، أمس الأحد، أن «أمريكا التي تجاهر بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية تشكل مصدر الفوضى والحروب حول العالم». وتابع قائلاً، «إن واشنطن تتحدث عن الديمقراطية والسلام والحرية، ولم نعرف منها إلا الحروب».
كذلك اعتبر أن «ما يظهر اليوم في غزة ولبنان، لأقوى وأصدق دليل على انهيار حقوق الإنسان الأمريكية، التي يتم الترويج لها». ورأى أن «الجنود الإسرائيليين يدفنون على ثغور غزة ولبنان». وكان المرشد الأعلى علي خامنئي تعهّد السبت ب«الرد على الهجمات التي تشنها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ضد طهران أو حلفائها في المنطقة».
بدوره أكد الناطق باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني أن بلاده ستردّ بشكل حاسم وخارج عن المألوف على «العمل الشرير الجديد» الذي قامت به إسرائيل، في إشارة إلى هجوم 26 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن جانبها، حذّرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إيران، عبر سويسرا، حثتها فيه على الامتناع عن تنفيذ أي هجوم آخر ضد إسرائيل. وقال موقع أكسيوس نقلاً عن مسؤول أمريكي وآخر إسرائيلي سابق، «أبلغنا المسؤولين الإيرانيين بأنه في حال حدوث مثل هذا الهجوم، قد لا نتمكن من كبح جماح إسرائيل أو ضمان أن يكون الرد الإسرائيلي محسوباً ومحدوداً كما كان في المرة السابقة».
وغداة التحذير الأمريكي لطهران، أرسل الجيش الأمريكي قاذفات من طراز «بي-52» إلى الشرق الأوسط. وقالت القيادة العسكرية للشرق الأوسط والدول المحيطة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «وصلت قاذفات استراتيجية من طراز «بي-52» ستراتوفورتريس من جناح القنابل الخامس بقاعدة مينوت الجوية، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية». وكانت واشنطن أعلنت، الجمعة، نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، في خطوة قالت إنها تأتي «دفاعاً عن إسرائيل»، ولتحذير إيران، وفق بيان للبنتاغون.
من جهته، زار قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي «سنتكوم»، مايكل كوريلا، إسرائيل الخميس الماضي، والتقى مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، حسبما ذكر بيان للجيش الإسرائيلي، أمس الأحد. وأضاف أن كوريلا وهليفي «أجريا تقييماً في مواضيع أمنية – استراتيجية، وجاهزية مشتركة في المنطقة، كجزء من الرد على تهديدات في الشرق الأوسط، مع التشديد على إيران»، التي تهدد بالرد على الهجوم الإسرائيلي ضدها «بهجوم شديد». وزار كوريلا الموقع الذي نصبت فيه بطارية الدفاع الجوي الأمريكية «ثاد»، في الأسابيع الأخيرة، «بهدف تعزيز الدفاع ضد التهديدات المتوقعة».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أمس الأحد، أن إسرائيل حدّدت أهدافاً في العراق ستضربها، إذا استمرت الفصائل العراقية المسلحة في مهاجمة إسرائيل من هناك، موجهة تحذيرات إلى بغداد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم يتمّ الكشف عن هويتهم قولهم، إن الأقمار الاصطناعية راقبت عمل طهران لنقل صواريخ باليستية ومعدات ذات صلة من إيران إلى الأراضي العراقية، مع الهدف المفترض لاستخدامها في هجوم وشيك متوقع على إسرائيل. وأضاف التقرير أن إسرائيل تراقب وتحدد الأهداف، ذات الصلة بالفصائل المسلحة، إضافة إلى أهداف عراقية. وحذرت بغداد من أنه يجب أن تكبح جماح الفصائل، ومنعها من استخدام أراضيها لشن هجمات. (وكالات)
0 تعليق